الثلاثاء , أبريل 23 2024

(( أحبك .. أتحـبـنـي ؟؟ ))

أيها العاشقون في الدنيا
لاشي مخلد

فغدا جثامين حبكم ستدفنون

لا تركنوا للذة الحب و نشوته
فغيركم بالخفاء كفن الفراق يحيكون

وتـُسن سرا نصل سيف الفراق
وأنتم لا تشعرون

ويـُنـقـع في فم الأفاعي
بالسم نصله يروى وأنتم تضحكون

تحاك الدسائس خلف ستارة الليل
ساعة الصفر تقترب دون أن تشعرون

لن تشعروا بها أبدا
فالفراق يمتطي صهوة الهدوء
و يزحف بسكون

هكذا هي طقوس الفراق
حين يأتي غدرا وأنتم نائمون

وحين تستيقظون
يكون نصله قد كسر ضلعا
و نفث في جسدك السموم

وإن كتب الله لك خيرا
تمت دون أن تستيقظ
و في مكانك قبرك يحفرون

أخبروني عن عاشقان خلدهم الزمان؟

عذرا لن تجدون
قيس وليلى ؟
تلك أساطير العرب
و إرهاصات المنجمون

روميو وجوليت؟
تلك مسرحية الغرب
إياكم أن تصدقون

روز وجاك ؟
قصة تايـتـنـك استغلها بعض المخرجون

لا وجود للحب دون الفراق
يتربص به ريب المنون

فلماذا اعشق إذن؟
طالما الفراق يولد حيث العشاق يولدون

ترادفا الضدان معا
الحب يزرع أمل
والفراق يعدكم خيبته تحصدون

كلكم بالحب
ومن الحب
وإلى الحب
وعن الحب
تتكلمون
و به تحلمون

بسمائه الملبدة بالغيوم تحلقون

وإن حططتم يوما على الأرض
اشرأبت أعناقكم إلى السماء تنظرون

تتمنون أن تكونوا طيورا
وقد خلقكم الله تمشون

وبعضكم أعاقه الحب جورا
ورغم هذا إليه تزحفون

وإن أمطرت سمائه دمعا
اغتسلتم بدمع الحزن وأنتم تتأوهون

عجبتم لأمر العشاق في الدنيا
أذا كيف بعذابه يتلذذون

كيف يغدوا الرجل كالريشة
في مهب رياح الحب
تتقاذفه بلا رحمة أو شجون

كيف يصير الجاهل منا
كاتب يصيغ شعرا موزون

مع كل حرفا يكتبه ينزف ألما
والدمع يغادر المقل و يصافح الجفون

كيف يصير العاقل منا مجنون

والمجنون يزداد جنون

كيف يتلاقي السُهد والراحة معا
إن كان الليل عذابا
والنهار عذابا
وما بينهما عذاب
لا اعرف كيف يكون

أيها العاشقون

اقـتـفوا أثري و تخذوني ملكا
فأنا عفت الحب
ونحرته قبل أن ينحرني

حرقته بنار الجفاء
قبل أن يحرقني

و نثرت رماده في الهواء
وتنفسته قبل أن يتنفسني

و زفرته من صدري
كدخان سيجارة وسحقته تحت قدمي

لاشي في الدنيا يساوي دمعة عيني

فلماذا ازرفها لمن يحتقرني

لماذا أكون عبدا وأنا من كنت ملكا
كل أنثى عن نفسي تراودني

ذاك عزا اشتقت إليه حين كنت ملكا
على العز ذاته حين نصبني

سأعود للعز سيده
فأنا خلقت لأكون ملكا
لا عاشقا يآخي الليل سهرا

و ينتظر الفجر لعله يأتيه برسالة

منها مفادها :-

احبك .. أتحبني ؟؟

((الملك))