الخميس , أبريل 25 2024

(( أمطــار أحـزانــي ))

قريبــا ً .. ستبدأ أمطار أحزاني
نيسان = شهر أبريل
أيـار = شهر مايـو

أبرقت السماء وأرعدت
وتواكبت السحب تجر بعضها
واسودت السماء
لتصبح من بعد زرقتها سوداء لونها
لكنها لم تمطر في نيسان
ففي أيار موعدها
كل شي يدل هنا على أن الدنيا
ستغرق عما قريبا بأمطار أحزاني
وستجرف السيول سعادة مزيفة
لن تصمد أمام واقع أمات قلبي ألف مرة
و ما أحياني
كل حيا في حياتي سيصبح قريبا ميتا
فالطوفان لا يعرف سوى لغة الموت والدمار الفاني

جهزت نفسي للرحيل
فأنا أول الموتى
وآخر من سيجره السيل نحو قعر أحزاني
أخذت بعضا من ذكريات مضت
وضممتها إلي
مخافة أن يلتقطها لصوص الغرام
ليتباهوا بها أمام أقراني
أنا مستعد للموت بعد أيام تعد بعدد أصابع اليدان ٍ
عشرة أيام بعدها ستمطر الدنيا بأحزاني
و ستقلب عواصف الرياح أوراق دفتري
قبل أن تصل لأخر صفحة فارغة
يفترض أن اكتب فيها نهاية سعيدة
لقصة غرامي

عادة يكون الجو حارا في نيسان !
فمال جسدي يرتعش بردا كارتعاشه الجاني ؟

أنها رعشة الخوف
أمام الموت الزاحف جوا لغزو أوطاني

لاشي مخلد في هذه الحياة
لكني لم ابحث عن الخلود يوما
أنا بحثت عن أمان يغشاني
أن أجد الأمان على صدر أنثى
دون خوفا من خنجر مسموما
يكسر ضلعا و ينفث سمه في وجداني
أن أجد بعض ما فقدته من سنين عمري
بين شفتي أنثى تروي ظمئي
وتحتوي جنون أيامي

كل هذا صار محالا ؟؟
لا عجب إذن إن سكن الغدر ميسم الزهر
وبصقت الأفاعي سمومها
في شفتي أنثى أحلامي

كم كنت أحب الأمطار
حين تروي الأشجار
وتعيد السحاب بعض ما أخذته من البحار
فالماء مهما اعتلى السحاب فخرا ً
مصيره يوما للأرض والبحار
كحياتي معك مهما طالت سنينها
ها أنا الآن استسلم لرياح الأقدار
بعواصف وأمطار
وموتا على ضفاف الأنهار

سأسرع في كتابه حروفي هذه
فالدنيا في صخب ودمار
والحب الخالد
أصبح تناوشه لحظات الاحتضار
والرعود بدأت تزمجر بغضب
والبرق قبلها كاد أن يخطف مني
نعمة الأبصار

لكنها لا تمطر الآن
فالأمطار تـؤز بعضها بعضا
حتى شهر أيار

وحتى تلك اللحظة أنا في محراب حبك
مازلت أمارس طقوس الانتظار
رغم يقيني بأن الأقدار هي الأقدار
لن تتغير مهما توسلتها أن تعيد صياغة القرار

و يبقى سؤال صاخبا محتار
ماذا سيكون بعد شهر أيار؟
سأكون رجلا بلا حُـبا ً ؟
فليت القلب هذه المرة إن أراد حُـبا ً
أن يُحسن الاختيار

(( الملك ))