(( الأفعــــى ))

(( الأفعى ))

 

 

ماذا أقول

 وقد شطرت قلبي نصفين

وأمعنت في صدي ونكراني

 

 

لعمري بأني ما عشقت سواها

وأدمنت هواها

 و هي تجد في خذلاني

 

 

أنفقت لها عمري كله

ما مضى من شبابي

 وما سيأتي

حتى الموت يغشاني

 

 

أخذتني عود يانعا بالحياة

وكسرتني يابسا

وألقت بي في حرائق و نيراني

 

 

لتدفئ نفسها

من برد الشتاء بجسدي

 حطب جهنم تراني

 

 

متعة لحياتها كنت

وحين اكتفت مني

 باعتني بذنوب غيري

 وجدّت في نسياني

 

 

سحقتني كورقة خريف

هبت عليها رياح غضبها

وكسرت أغصاني

 

 

نبذتني من بعد مجد الغرام

 الذي جعلني عبدا

 تحت وطأة عشقها أعاني

 

 

كنت في رحاب عشقها أرى الحياة

بعينها ما رأت عيناي عشق ثاني

 

 

كيف الآن أحيا

وأنا من أدمن ريقها

 ما روت عطشي انهار الدنيا التي أمامي

 

 

 

ليت أني استطيع أن اجعل قلبي يحب سواها

لكن قلبي يعصاني

 

 

أقسم علي أنه من بعد حبها

 لن ينبض لسواها

وأن نساء الدنيا حبهن أتاني

 

 

أينما ارتحلت أجد طيفك أمامي

 في نومي و يقظتي ودفاتري وأقلامي

 

 

في العمر كله

أنت مرآة تعكس وجهك

وصوتك يسكن أذاني

 

 

في وحدتي أنت هناك لا أراك

 ولكن قلبي يراك

و يشعر بأن طيفك يراني

 

 

في ليلي أراك عند وسادتي وهما

 وتأكد على ذلك أحلامي

 

 

في فجري اسمع صوتك يناديني

فاصحوا على صوت وجداني

 

 

يناديك عل النداء يُسمعك

 فيرد صداها في غرفتي جدراني

 

 

أنت مصيبتي في الحياة

فمن ينقذني منك

يا من هدمت أركاني

 

 

ركام أنا من بعد أن كنت قصرا

عثت فيها فسادا حتى خر بنياني

 

 

من يرضى الآن

أن يبني مني حياة جديدة

 وأنت تمنعين غيرك

 أن يقترب من مكاني

 

 

ليتك تدركين بأني أنتظرك 

همسة منك تعيدني للحياة عمرا ثاني

 

 

لعمري لن ابسط عمري

وردا احمر لسواك

 تدوسني ظلما وتحيك أكفاني

 

 

أمام مقلة عيني دمع شوقا

كان ليفضحني لو لا أجفاني

 

 

وفي قلبي بركان عشقا

كان سيثور لو لا أني لجمت لساني

 

 

أن حدثت الناس عنك لن يصدقوني

 فرعون مات

فمن أنجب فرعون ثاني

 

 

ليت أمك لم تلدك يومها

لكانت حياتي نعيم

يحسدني كل من يراني

 

 

لكن هي الأقدار التي شاءت

أن تأتي بك لتكون سكين يطعن

وعود ثقاب يشعل نيراني

 

 

 

أنا لا ألومك على مصيبتي بك

فمن ارتضى الذل لنفسه

 لا يحق له أن يشكوا الجاني

 

 

 

وحدي الملام في ما آل أليه حالي

فأنا من ربى الأفعى في حجره

لتلدغني حين تكبر في لساني

 

 

 

(( الملك ))