(( القبلة الموعودة ))

وعدتني بقبلة في يناير
ثم ألغت وعدها وقالت :-
نحن من الآن أصدقاء روض بالصبر عشقك الثائر

وكأن الصداقة مطلبي
إن عددت صديقات يطلبن صداقـتي
سأنتهي في الصباح الباكر

لست ملزما أن استبدل عشقي لك
بصداقة تجعلني أمامك حائر

ما أردت سوى حبك
يحتوي جنون عشقي الثائر

تدركين بأني سحابه عشقا
وأنت برق تفجرني شوقا ماطر

إحساس الحب عندك يتجلى قمر في ظلام قاهر

ينير دروبي إليك فاخطوا متجاهلا كل المخاطر

احبك ولم اعرف معك سوى
شعور المنتصر و الخاسر

تركت خلفي قلوب ثكلى
وخلف قلبك انقطع نفسي المثابر

لن يصيب اليأس مني مقتلا
أو تثني عزيمتي رفضك الساخر

إن انقضى شهر يناير
فحتما سيأتي بالقبلة الموعودة شهر فبراير

من قال لك أن تأمليني بقبلة موعودة؟

فأنا صدقت وعودك المعهودة

كالطفل بلعبة وعدته يفرح متى رأى
يديك خلف ظهرك معقودة

و ينتظر أن يرى يديك بهديته الموعودة

لا تكوني قاسية فالطفل
سيبكي حين يرى يديك الخالية ممدودة

أنا ذاك الطفل الذي بات ليله يحلم بهديته
و ينتظر الصباح وآماله بهديتك معقودة

لا تكوني كغربال كل محيط دائرته مثقوبة

يغربل الوعود في الأرض
و يبقي أكاذيبك على سطحه موجودة

كل الحياة يسهل رشف مرارتها
إلا أن تكون مرارة حرمانك
بين حنجرة و وريد مشدودة

من سبق في الوجود بالسماء أولا الشمس أم القمر؟

ماذا عن النجوم والكواكب في وقت السحر؟

ما اختلفوا يوما أو توارى احدهم منهزما
والأخر تباهى بالنصر

أو اخلفوا الوعود لبعضهم كلا في مداره مستقر
هل تنكر الماء يوم للشجر؟
ومنع عروقه أن ترشف من النهر؟
كلاهم في الأرض يغور
بين رمل و حجر ومدر

فلماذا سيدتي تجعلين حياتي عهود زائفة
من قبلتي الموعودة ليس لك مفر
اتركيني بعدها للجدب والحرمان
ما أقفرت الأرض سنين إلا وأتى المطر
رصاصه الموت من ماسورة تنطلق
لا تفرق بين بريء أو ظالم ترديه القبر
نحن من نختار الرصاصة تغرس في أي صدر
لم أظلم حبك يوما
أو يكون لي في هذا أمر

تلك الأقدار تبني أركانها فوق
أخدود زلزال غير مستقر

من الملام في هذه الحب
الذي تزروه عواصف لا تبقي ولا تذر

أنا الجاهل بحقيقة محالك
أم أنت التي كنت تدركين هذا الأمر؟

أم كلانا يجهل وتبقى الحقيقة خلف عباءة القدر؟

أزف رحيل يناير
واقترب فبرايــــــــر

وتبقى القبلة الموعودة حائرة
متى على شفتيك ستستقر !!

(( الملك ))