(( بدايـة النهـايـة ))

 

نَظَرْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنِ الاحْتِقَارِ

 


لَمْ يَبْقَىْ إِلَا أَنْتَ تَعْشَقْ ابْنَةُ الْسَّادَةِ الْكِبَارُ



إِلَا تُدْرِكَ بِأَنَّكَ الْرَّمَادِ وَأَنَا الْنَّارِ



وَأَنَّكَ تَمَادَيْتُ كَثِيْرَا فِيْ آَمَالِكْ الْمُتْرَفَةَ بِالانْتِصَارِ



ابْحَثُ لَكَ عَنْ أُنْثَىْ مِنْ طِيْنَةِ الْصِّغَارِ


فَأَنَا آَمَالِيَ بِالْحُبِّ جَاهَ وَشَرَفِ رَفِيْعُ بِاقْتِدَارِ



مَا أَرَاكَ إِلَّا قَزَمَا أَمَامَ رِجَالْا يَطْلُبُوْنَ وُدِّيّ بِانْكِسَارِ

 

 

تَشَبَّثَ فِيْ إِحْدَىَ يَدَيْهَا
وَجَثَا عَلَىَ رُكْبَتَيْهِ تَحْتَ قَدَمَيْهَا

وَمَضَىَ فِيْ تَوَسُّلَاتِهِ
الَّتِيْ أَدْرَكَ مِنَ سِنِيْنَ
بِأَنَّهَا تُرْضِيَ غُرُوْرا لَدَيْهَا


مَعِيَ انَا فَقَطْ سْتَشْعُرِيِنَ بِالْأَمَانِ


أَنَا وَحْدِيْ مَنْ سَأَهَبُكِ الْحُبِّ الْخَالِيْ


مِنْ أَيِّ شَهْوَةً تَ


عْتَرِيْ الْإِنْسَانَ

أَنَا مِنَ صَانَ قَّدَّكْ

وَحِفْظُ عَهْدِكَ

وَتَحْمِلُ عَذَابٌ الْحِرْمَانِ


أَنَا مِنَ وَ هَبْكَ الْدَّمْعِ


عَلَىَ صَدْرِكَ يَجْرِيَ كَالْوِدْيَانَ


أَنَا مِنَ يَتَوَسُلكِ حِيْنَ تَهْجُرِيْنْ دُوْنِ سَبَبُ كَانَ


أَنَا الْفَقِيْرُ فِيْ مَالِيْ


لَكِنِّيْ بِالْحُبِّ وَالْوَفَاءِ أَنَا أَغْنَىَ إِنْسَانٍ

 

سُحِبَتْ يَدَيْهَا مِنْ يَدَيْهِ
وَدَفَعْتُهُ بَعِيْدا لَيَسْقُطُ عَلَىَ الْأَرْضِ بِرَاحَتَيْهِ
لِيَّحْمِيَّ مِنَ الْتُّرَابِ عَيْنَيْهِ



مَاذَا جَنَيْتُ مِنَ حُبَّكَ سِوَىْ الْشِّعْرِ وَالْكِتَابَةُ
وّمَشّاعِرْ عِشْقٍ مَمْزُوْجَةً بالرَتَابَةً
دُمُوعِكْ لَمْ تَهَبُنِي يَوْمَا الْرَّفَاهِيَةِ وَالْسِّيَادَةُ
أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ تَظُنُّوْنَ بِأَنَّ الْحُبَّ هُوَ الْسَّعَادَةِ

مِسْكِيْنٍ أَنْتَ إِنْ ظَنَنْتَ بِأَنِّيَ أَحْبَبْتُكَ حَقّا
كُنْتُ أَتَسَلَّى
وَقَدْ انْتَهَىَ دَوْرُكَ فِيْ الْحُبِّ
وَتَوَقَّفَتْ انَا عَنْ لَعِبِ دَوْرٍ الْصَّبَابَةُ

 


حَمْلٍ الْتُّرَابِ بِكِلْتَا يَدَيْهِ
وَلَطَمَ وَجْهَهُ وَخَدَّيْهِ

وَأَشْتَعَلَ حَرِيْقَا مِنْ نَارٍ
تَوَقَّدُ فِيْ صَدْرِهِ وَقَلْبِهِ ورِئَتِيْهُ


لَكِنَّكَ مَنَحْتَنِي الْعُهُودِ
وَأَقْسَمْتَ عَلَىَ حَفَظَةً الْوُعُودُ
وَأَنَّكَ وَأَنَا لَنْ يُفَرِقَنَا سِوَىْ الْمَوْتِ الْمَوْعُوْدِ
فِرَاقِنَا فَقَطْ بِشَهَادَةِ الْشُّهُوْدِ
وَأَجْسَادَ تَسْكُنُ اللُّحُودَ
أَكَانَتْ تِلْكَ أَكَاذِيْبَ تَبْنِيَ مَشَاعِرَ الْجُحُوْدِ
وَأَيَّامُ لَنْ تَعُوْدَ ؟

 


أُطْلِقَتْ ضِحْكَةْ تَرَدَّدْتُ صَدَاهَا

أَرَىَ بِأَنَّكَ مَازِلْتُ صَغِيْرٍ

عَقْلِكَ الَّذِيْ تَدَّعِيَ بِأَنَّهُ كَبِيْرٌ

خَانَكَ فِيْ الْتَّصَوُّرِ وَ الْتَفْكِيِرْ

أَتَظُنُّ بِأَنَّ تِلْكَ الْعُهُودْ حَقِيْقَةِ سَتَصِيْرُ

مَا هُوَ إِلَّا كَلَامُ لأَخرسُكِ بِهِ يَا صَغِيِرَ

وَاسْتَمْتَعْ بِوْجُودَكْ وَأَنْتَ عَاجِلّا لِلْعَدَمِ سَتَصِيْرُ

 

 

كَانَ وَقَفَ وَالْشِّرَارُ يَتَطَايَرُ مِنْ عَيْنَيْهِ

قَادِرٌ عَلَىَ خَنَقَها بِكِلْتَا يَدَيْهِ

 

لَكِنَّهُ أَبَىْ أَنْ يُفْعَلَ
رَغْمَ الذُّلِّ الَّذِيْ أَنَاخَ جَبْهَتِهِ

وَجثَاهُ عَلَىَ رُكْبَتَيْهِ

قَرِيْبا سَتَنْدَمِيْنْ
وَ سَيَجرُكِ إِلَيَّ الْحَنِيْنِ
فَمِثْلِيْ لَنْ تَجِدِيْنَ
فَأَنَا إِنْ أَحْبَبْتُكَ بِحَجْمِ الْحَيَاةِ
قَادِرا أَنَّ أَكْرَهُكَ بِحَجْمِ
الْسَّمَوَاتِ الْسَّبْعِ وَالْأَرَاضِيْنَ

سَتَعُوْدِيْنَ إِلَيَّ يَوْمَا سَتَعُوْدِيْنَ
وَسَتَرِيْنَ الْوَجْهِ الْقَبِيحْ لِشَخْصِيَ
وَكَيْفَ سَأَجْعَلُكَ ذَلِيلَةٌ لِرْضَاي تَطْلُبِيْنَ


عَهْدَا عَلَيَّ أَنْ أَجْعَلَكَ تَبْكِيَنَّ وتَتَوَسَلِينَ
وَتُلطَخيْ جَبْهَتَكَ بِالْطِّيْنِ


سَأَسْحَقُكَ بِغَضَبِي وَجَبَرُوْتِ الْمُتَجَبِّرِيْنَ


سَأَجْعَلُكَ عَبْرَةٍ لِكُلِّ نِسَاءِ الْعَالَمِيْنَ


كُلُّ أُنْثَىْ تَطْلُبُ وُدِّيّ
عَلَيْهَا تَمُرُّ عَلَىَ سَاحَةِ عَلَيْهَا ستَصِلِبَينَ


أَنَا وَإِنْ كُنْتَ أَقُلْ مِنْكَ جَاهٍ وَمَالَا
لَكِنِّيْ فِيْ سَاعَةِ الْغَضَبِ
مُلْكُ لَنْ اعْرِفْ مَعْنَىً الْرَّحْمَةِ
وَالْعَطْفُ وَالْحَنِيْنُ


أَنَا غَاضِبٌ جِدّا جِدا
وَغَضَبيْ نَارا مِنَ اصْلٍ الْجَحِيْمِ


أَنَا سَأُرِيْكَ مَنْ أَنَا


وَسَتَعْرِفِيْنَ
بِأَنَّ أَبْوَابُ الْرَّأْفَةِ قَدْ أُغْلِقَتْ
وَمَفَاتِيْحُهَا فِيْ قَعْرِ الْمُحِيْطَاتِ تَسْتَكِيْنُ

حُبَّكَ هَذَا أَصْبَحَ بِنَظَرِي كَرُؤُوسِ الْشَّيَاطِيْنِ

بِالْمُعَوِّذَاتِ أُحْصِنَّ نَفْسِيْ
وَبِالْقُرْآَنِ الْحَكِيْمُ


وَأَعُوْذُ بِالْلَّهِ مِنْ الْشَيْطَانُ الْرَّجِيْمِ

 

 

لَمْ تَنْتَهِيَ الْحِكَايَةْ

فَإِنْ كَانَ لِكُلِّ بِدَايَةٍ نِهَايَةٌ


فَأَنَا أَقُوُلُهَا لَكُمْ
بِأَنَّ لِكُلِّ نِهَايَةٍ بِدَايَّةِ

 


وَسَتَبْدَأَ قَرِيْبا قَرِيْبا جِدا
حِكَايَةُ الْبِدَايَةِ

وَحْدِيْ فَقَطْ مِنْ سَيُكْتَبُ فُصُوْلُهَا فِيْ الْنِّهَايَةِ

 

 

 

 

 

 

(( الْمَلِكُ ))