(( تـمــرد قلــم ))

 

حوار بيني وبين قلمي الأحمر

سيكون كلام القلم باللون الاحمر

وسيكون كلام الملك باللون البحري

 

 

 

مسكت القلم الأحمر

 

وعلى دفتري بدأت مشوار الكتابة
مشاعري تفيض حنانا ً و تمطر كالسحابة

 

لكنه يأبى أن يسطر حرفا واحدا ً
يا للغرابة !

 

أتراه فارغا من الدم ؟ اقصد من الحبر!

 

لا
فهو نصف ممتلئ بالدم

 


عفوا عفوا
اقصد بالحبر الأحمر

 

سقطت سهوا كلمة الدم
هذا كل ما في الأمر

 

حاولت من جديد
عله ينزف لكنه متجمد كالجليد
وكأنه يأبى أن يسطر حروفي
يا له من عنيد

 

هززته بعنف
عله ينصاع لأمري
لكنه أبى أن يفعل

 

غضبت جدا جدا
مسكته بيدي الاثنين
أريد كسره نصفين

 

فإذا به يقول لي:-

سيدي لا تفعل
اذكر أيام لي معك


سطرت مشاعرك حبا وعشقا
لأجل أنثى لم تكن تستحق منك حرفا


وكم كنت أبكي معك
تبكي دمعا وأبكي حبرا


لا تكسرني فأنا لأجلك
تمردت عليك عمدا

 

 

مسكته برفق وحنان
وغرسته في الرمال

 

ومضيت في توسلاتي :-

 أرجوك هذه المرة فقط


اكتب


فأنا المشاعر طوفان تدمر ذاتي
والشوق أدمى فؤادي
دعني أنزفها
لعلها تكون الأخيرة في حياتي

 

 

قال :-

لا يا سيدي
لن أطيعك هذه المرة يكفي ما أحرقت مني
أتظن بأني ميت كأني


أنا منك تذوقت مرارة الحياة
يكفيني ما جاء منك
ويكفيك ما أخذت مني


خطفته من بين الرمال
وضعته بين أصابعي
وضغط عليه بقوة يدي

 

قلت له والغضب يعتريني :-

أيها الأحمق ما أنت سوى قلم
صنعوك لتكب الألم
وتسطر العذاب كيفما أشاء أنا
لا أن تسأل كيف ومتى
أو تعترض بقول لن و لم

 

 

قال القلم :-

أيها الملك
لا تتعب نفسك لن انزف لأجلها دمي
لأجل هذه الأنثى حرفا لن تجد مني
سنين وأنا أطيعك
لم أعصيك طوال عمري

 

كنت تبكي وابكي معك
وحين تنتشي فرحا افرح معك
وحين تحزن احزن معك
وحين تهملني اشتاق لسهر معك

 

أتغضب مني؟
يا لك من ناكرا للجميل
أبدا لم أتوقعك

 


هدأت روحي قليلا ً
بالفعل لا يستحق قسوتي
كما كان لأجلي صبورا ً
مصصت نصف دمه
ولم اسمع منه صراخا آو عويلا ً

 

سكتُ و سكت

 

دقائق مضت والصمت هو الحال
واضعا أنا رأسي على كومة رمال

 

و القلم بجانبي يرتعد خوفا
من صمتي الذي قد يسبق عاصفة

 

فهو يعرف بأني في لحظة
قد أصبح وحشا بلا أسباب واضحة

 

وحين طال الصمت

ونفذ صبر القلم قال :-

سأكتب يا سيدي
لكني لدي شرط لابد به تتقيد

 

رفعت رأسي فرحا ً
وقلت له :-

قل ما شرطك وسأنفذه
فقط اكتب مشاعري ولا تتردد


قال :-
اكتب عن أنثى غيرها

 

قلت له :-
لا املك سواها

 

قال :-
حولك كثيرات يتمنون مكانها

 

قلت له:-
لا مثيل لها في الدنيا كلها

 

قال:-
إذن لن اكتب عد إلى صمتك

 

قلت له :-

و أنت أطبق فمك

 

 

 

وعاد الصمت من جديد

كسره مرة أخرى قائلا:-

سأكتب

 

أجبته :-
أحقا تقول…؟

 

قال :-
نعم لكن أكتب عني هذه المرة

 

قلت : –
وماذا اكتب عنك ؟

 

قال:-
مأساتي معك

 

قلت:-
تستحق فعلا من يسمعك

 

أخذته

 


وحين لامس الورقة القلم
سطر هذه القصة
وقد اختار هو أن يعنونها


“بــــ تمرد قلم “

 

 

 

 

 

(( الملك ))