فَالَنَّارُ تُذِيْبُ الْثَّلْجِ وَالْأَخِيرُ يُطْفِئُهَا
وَحَيَاتِيْ مَعَكَ مِثْلَهُمَا[/color]
أَنَا أَذْيَبُكَّ عِشْقَا وَأَنْتَ تُطفِئِيْنِيّ
احِبُكِ وَأَنْتَ لَا تُحِبِّيْنِّيْ
أَرْفَعَكَ لِلْعَلْيَاءِ بِعِشْقِيْ
وَأَنْتَ لَا تِكَفَيَنْ نَحْوَ الْعَذَابِ تُلْقِيْنِيْ
أُخَاطِبُكَ شَوْقَا لَا يَنْتَهِيَ
وَأَنْتَ شَوْقِكَ بِالْكَادِ يَكْفِيْنِيْ
اثَرِيَّ جَنَبَاتِ رُوْحِكْ بِغَيْرَةٍ تَقْتُلَنِيْ
وَأَنْتَ غَيْرَتَكَ أَيْنَ هِيَ؟ بُرُوُدِكّ يُشْقِيْنِيْ
أَ أَكُوْنَ عَاشِقْا لِوَحْدِيْ؟
فَلِمَاذَا بِعِشْقِكَ تُوْهِمِيْنِيْ
مِنْ أَجْلِكَ صَمْتُ عَنْ نِسَاءِ رَاوَدْنَ مُخَيِّلَتِيْ
لِأَجْلِ أَنْ افْطَرَ بِبَعْضٍ هَمْسُكِ الَّذِيْ يَرْوِيْنِيْ
رَضِيْتُ بِالْقَلْيِلِ مِنْكَ مُرْغَمَا
وَهَلْ مِثْلِيّ بِالْقَلْيِلِ يَكْفِيْنِيْ
وَحِيْدُ أَنَا عَلَىَ فِرَاشٍ كُلِّ لَيْلَةٍ
أَنْتَظِرُ رَنْيَنُ هَاتِفَ يَأْتِيْنِيْ
وَعِنْدَ الْفَجْرِ اقْلِبُهُ بِتَساؤُلَ
هَلْ أَتَاكَ مِنْهَا حَرْفا يُحْيِنِي
فَيُجِيْبُ بِصَمْتٍ الْجَمَادُ
أَوْ رَنْيَنُ مُنَبِّهٍ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ يُعْطِيَنِيْ
طُقُوْسْ الانْتِظَارِ أُنْهِكْتَ رُوْحِيْ
وَالْأَوْهَامِ بِأَنَّكَ لِغَيْرِيَ تَبْكِيْنِيْ
وَبِأَنِّي مَخْدُوعٌ بِغَرَامِ سَلَبَ أَجْمَلْ أَيَّامٍ حَيَاتِيْ
شُعُورٍ يُصْهَرُ قَلْبِيْ بِجَحِيمِ يَكْوِيْنِيْ
لَمْ يَرْدَعُنِي عَنْ هَوَاكِ لَوْمَهُ لَائِمٍ
أَوْ دُمُوْعْ أُمِّيَّ الَّتِيْ سَبَقَتْ حَدِيْثِهَا
الَّذِيْ أَبْكَاهَا أَنَّ بُكَائِهَا يُؤْذِيْنِيْ
حِيْنَ قَالَتْ كَفَاكَ وَ هُمَا
فَأَنْتَ تَعْشَقْ أُنْثَىْ لَمْ تُفْصِحْ عَنْهَا
تَقُوْدُكَ نَحْوَ الْهَلَاكِ الْمُبِيْنُ
فَأَهْرُبُ مِنْهَا مُكْرَهَا
فَأَنَا لَا أَمْلِكُ لِحَدِيْثِهَا رَدّا
يَشْفِيَ غَلِيْلَهَا أَوْ يَشْفِيْنِيْ
لِأَعُودَ لِحُقُوْلِ حُبَّكَ حَارِثا
مَا كَلَتْ يَدَايَ وَمَا جَفَّتْ مَنَابِعْ الْحُبِّ لِأَرْوِيَكِ مِنِّيْ
وَمَوَاسِمَ حَصَادِ حُبَّكَ مُجَرَّدِ حُلْمَا يَعْتَرِيِنِيْ
لِأَصْحُوَ دَوْمَا لِحَقِيْقَةِ وَاحِدَةً
طُيُوْرُ غَدْرِكَ أَفْسَدَتْ حُقُوْلِي
وَسُرِقَتْ بُذُوْرَهُ أَمَامَ عَيْنَيْ
وَغَارَتْ مِيَاهِ حُبِّيَّ فِيْ الْأَرْضِ هَدَرَا
وَأَنَا عَطَشَا لِقَطْرَةِ حُبّا تَرْوِيْنِيْ
أَيَّتُهَا الْشّقّيِة لَا تَأْمَنِيْ شْرِيّ
فَأَنَا قَدْ جُمِعَتْ سُمُوْمَكَ
الَّتِيْ نَفَثَتْهَا فِيْ جَسَدِيْ وَشَرَايِيْنِيْ
وَقَرِيْبا سَأَغْرِسُ أَنْيَابِيّ فِيْ حَنْجَرَةِ حُبَّكَ
سأَرديّهُ قَتِيْلا قَبْلَ أَنْ يُرْدِيْنِيْ
وَ سَتَتَغَيّرُ خَارِطَةِ الْحُبِّ الْعَقِيْمَ
لَأَصْبَحَ الْمُجْرِمُ
وَأَنْتَ الْضَّحِيَّةِ الَّتِيْ قَتَلَهَا يَسْتَهْوِيْنِيْ
قَرِيْبا سَأُصْبِحُ أَنَا الْثَّلْجِ
وَأَنْتَ الْنَّارِ الَّتِيْ لِهَمْسَةِ عِشْقٍ تَتَوَسَلِيْنِيّ
ثُلُوْجِيَ لَا تُذِيْبُهُا نِيْرَانِكَ مُهِمَّا اقْتَرَبَتِ
سَتُطفِئِكِ بُرُودتِيّ قَبْلَ أَنْ تُصَلِّيَنِي
أَنَا الْثَّلْجِ
أَنَا الْجَلِيدُ
أَنَا الْصَّقِيْعِ
أَنَا الْزَّمْهَرِيرِ
أَنَا كُلَّ وَصْفَا لِّلْبُرُوْدَةِ
إِنِ شَاءَ لَكَ أَنْ تُصَفِّيْني
وَأَنْتَ مُجَرَّدُ نَارٍ
سَأَتْرُكُكَ لِغَيْرِيَ
لِيُوْقِدَ تَحْتِهَا مَشَاعِرَ قَذِرَةٌ
مَعَكَ
لَمْ
وَلَنْ
تَعْتَرِيْنِيّ
(( [color=FA0309]الْمَلِكُ[/color] ))[/align]