اكْتَئِب ذَات مَسَاء
فَأَصْبَح بَاهِتا فِي نَظَر مَن يَرَاه وَكَأَن بِه و هَن وَإِعْيَاء
تَسَاءَلْت الْكَوْاكِب وَالْنُّجُوْم عَن سِر هَذَا الْحَال الْحَزِيِن
وَبِهَمْس قَالُوْا : إِن وَرَاء هَذَا الْحُزْن وَابِلِا مِن هَم عَظِيْم
قَالَت الْأَرْض : –
[color=B7D8FB]أَنَا آَتِيَكُم بِالْجَوَاب الْيَقِيْن[/color]
وَفِي لَيْلَة شَتَوِيَّة
كَان اقْتِرَاب الْقَمَر وُصِل لُأَقْصَاه مِن الْكُرَة الْأَرْضِيَّة
فَسَأَلْتُه :-
[color=B7D8FB]مَا بِك أَيُّهَا الْقَمَر
الْكُل هُنَا يَتَسَاءَل مَا الْأَمْر
حُزْنِك أَصْبَح جَلَيَّا و نُوْرِك أَصْبَح يَشُكُّوا الْضَّجَر [/color]
قَال لَهَا :-
[color=FA0309]أَيَّتُهَا الْكَرَّة الْأَرْضِيَّة
عَلَى ظَهْرِك تَحْيَا أُنْثَى شَقِيّة
أُحِبُّهَا مُلْك كَان يَكْتُب بِي أَجْمَل الْقَصَائِد الْشِّعْرِيَّة
يُسَامِرُنِي وُأُسَامْرِه فِي كُل لَيْلَة سَرْمَدِيَّة
أُضِيْء دَرْبِه بِنُوْرِي
وَيُبَادُلْنِي الْإِحْسَان بِأَوْصَافِه الْسِّحْرِيَّة
يُحِبُّنِي وَأَحَبَّه دُوْن مَصَالِح بَشَرِيَّة
حِيْن يَصِف الْجَمَال يَقْرِنَه بِي بِحُرُوْفِه الْمُخْمَلِيَّة
سِنِيْن وَأَنَا أُسَامِرُه وَاهْدِيَه نُوْرِي
لَيُكْتَب قَصَصِه الْأُسْطُورِيَّة
وَحِيْن أَصْبَح مُحَاقَا
يَنْتَظِرُنِي بِلَهْفَة مَتَى أَكْمَل دَوْرَتَي الْقَمَرِيَّة
وَحِيْن يَنْتَصِف عُمْرِي
وَأَكُوْن فِي أَجْمَل صُوْرَة بَهِيَّة
أَجِدُه يَنْتَظِرُنِي لِيَسْهَر مَعِي
عَلَى إِيْقَاع مَعْزُوْفَة مُوْسِيْقِيَّة
وَلَكِن الْحَال قَد تَغَيَّر
حِيْن وَقَع فِي حُب هَذِه الْأْنْثَى الْبَشَرِيَّة
أَصْبَح لَا يَرَى الْجَمَال إِلَّا فِيْهَا و نُسِى لَيَالِي الْقَمَرِيَّة
وَحِيْن يُكْتَب عَن الْشَّوْق يَبُثُّه لَهَا
وَأَنَا احْتَرَق بِنَار الْغِيْرَة بِهُدُوْء وَرُوِيَّه
كُنْت أَنَا الْأَجْمَل فِي نَظَرِه
قَبْل أُن تَأْتِي هَذِه الْأْنْثَى الْشَّقِيَّة
أَهْمِلْنِي وَجَعَلَنِي عَلَى رُفُوْف الْنِّسْيَان
اشْكُوْا أَحْزَانَي الْأَبَدِيَّة
أَنَا أَجْمَل مِنْهَا فَكَيْف شَطَحَت أَبْصَارِه عَنِّي
وَمَضَى فِي وَصْفِهَا بِقَصَائِدِه الْنَّثْرِيَّة
أَنَا لَم أَتَسَبَّب لَه يَوْما بْدَمَعا
أَو حُزْنا أَو أَسْقَام مَّرْضِيَّة
لِمَا اسْرِق مِن حَيَاتِه عُمْرَا جَمِيْل
أَو أَنْكَر عِشْرَتِه الْوَفِيَّة
و هِي كُل يَوْم تَقْتُلُه أَلْف مَرَّة
بِتَصَرُفَاتِهَا الْخَالِيَة مِن الْإِنْسَانِيَّة
وَتُذِيْقُه الْعَذَاب أَلْوَان كَأَنَّهَا تَرْسُم لَوْحَة تَشْكِيَلَيْه
و هُو فِي حُبِّهَا مَازَال يَحْيَا يَذْكُرْهَا صُبْحِه وَعَشِيّه
هَذِه قِصَّتِي أَيَّتُهَا الْكَرَّة الْأَرْضِيَّة
أَنْكَرَنِي صَدِيْق عُمْرِي
وَمَضَى خَلَف حَبِيْبَتِه الْبَشَرِيَّة
فَخَبَّأ نُوْرِي وَاكْفَهَر وَجْهِي
وَأَصْبَحَت حَالَتِي مَأْسَوِيَّة [/color]
سَكَتَت الْأَرْض كَرْها
فَهِي لَم تَمْلِك أَي جَوَاب تُوَاسِي بِه الْقَمَر
فَهِي أَكْثَر شَي فِي الْكَوْن يَعْرِف طِبَاع الْبَشَر
وَحِيْن سَأَلُوْهَا الْكَوْاكِب وَالْنُّجُوْم
عَن سِر حُزْن الْقَمَر و الْوُجُوْم
قَالَت :
[color=B7D8FB]كِدْت أَن ألتَّقِيّة بِالْأَمْسلَكِن حَالَت بَيْنِي و بَيْنَه الَغُيُوَم[/color]
(( [color=FA0309]الْمَلِك[/color] ))[/align]