(( رجـــلا مجنـــون ))

 

 

 

أحبك وأبلع الصمت مكرها أن سألوني

 

إن هم أضاقوا علي الخناق وحاصروني

 

تعددت الأسئلة حولي 

وعجزت أن امنحهم جواب 

يشفي صدورهم 

دون أن يجرحوني

 

 

أ أقول لهم بأنك احبك ؟

وهل بعد الجواب سيعذروني

 

 

أقول لهم الحقيقة ؟ 

بأنك حلم تشبث به المحال 

وخابت لأجله كل ظنوني

 

 

أقول لهم بأنك ضربا من خيال 

وحلم يترائي لي خلف جفوني

 

 

وبأنك مرض فتك بعمري

أطباء الأرض عجزوا أن يشفوني

 

 

وبأني سأبقى كالمجنون 

أهيم في الأرض يتحدث الجميع بجنوني

 

 

أنت لست عار لأسترك 

ولكن حبك يجبرني

 أن اخفي عنهم حقيقة شجوني

 

 

أنا لست الملام في ما آل أليه أمري 

فقد منحتك كل شي حتى عيوني

 

 

أتقنت فنون الانتظار لأجلك 

وتعلمت معنى الصبر

 وكيف يفتك بالعمر

 و ينخر في عظامي

 

 

تعلمت كيف ابني في الليل حلما 

أدرك بأن في الصباح

 ستهدم كل أحلامي

 

 

أزج الأشواق في قوارير صمتي

 وتحطمها صدودك وتنثرها أقلامي

 

 

امنح الحياة أملا جديدا 

وتمتد يدك السارقة

 تقطف محاصيل حدائقي 

وتحرق بستاني

 

 

حياتي أصبحت أسرارا لا تفشى

 وأحجية عجزوا عن فك طلاسم أيامي

 

 

الجميع هنا يدرك بأني عاشقا

ولكن يبقى السؤال من أنت؟

 

أنت الحياة التي بها أحيا و أشقى 

و العمر الذي في الروح داء تفشى

 

أنت كل املك في هذه  الدنيا

 

وأخر شي أريد أن أره 

قبل أن أموت وأفنى

 

أنت الجحيم والنعيم معا 

وأنا بينهم تارة أحيا وتارة أبلى

 

أنت عشقي العقيم 

الذي ولد لكي يبقى

 

سنموت معا 

و سجل قصتي معك سيطوى

 

 

ما ابعد المسافة بيننا

 اقرب منك النجوم والقمر والكواكب

 

بحرك الهائج

 لا تبحر فيه مراكب

 

وسمائك لا تمطر سوى المصائب

 

وأرضك جبالا

 وسهولا ومصاعب

 

حياتي معك كلها 

ماء كدر أشربه رغم الشوائب

 

ومع هذا كله أراك أجمل أقداري

 فأي اقدار وأي مصائب

 

وما زالوا يتساءلون

 

ألا ليتكم تدركون

 

بأن فتاكم قد جنى عليه عشقه

فهو اقرب للجنون

 

دعوني وشأني

 فالحياة كيفما تريد هي ستكون

 

أما حياة معها

 أو أصبح بين ليلة وضحاها

 رجل مجنون

 

وليكن ما يكون

 

 

(( الملك ))