الخميس , أبريل 18 2024

(( قلادة الصدف ))

 

(( قلادة الصدف ))

 

 

ما أن ولجت باب المنتجع الكبير

إذ بموظف مهندم يرحب بي ترحيب كثير

 

 وبيده قلادة من صدف

 ليقلدني إياه بمشهد مثير

 

حنيت رأسي قليلا كونه رجل قصير

 

وما أن رفعته

 فإذا بي أرى على أريكة قمر منير

 

طاش العقل مني

 وأنا أرى هذا الجمال المثير

 

و هي تنظر ألي بعيون حسبتها

قوسا يرمي بالنبال قلبي الصغير

 

وابتسامة عذبه ارتسمت على ثغر

حوته شفاه أتقن في خلقها العلي القدير

 

قد كنت في نكد الغربة حالي

 فتلاشى الهم عندي

حين أدركت أن وطني حيث هي تصير

 

تقلب هاتف بيديها

للحظة ظننت أن قلبي الذي بين يديها

استسلم لروعة المصير

 

جلست على أريكة فاخرة

تقابلني أنثى استعمرت كياني

 وأعلن قلبي النفير

 

دقائق قليلة ليقدم لي كأس من العصير

 

و هل سيروي عطشي كأس عصير ؟

 وأنا قد أيقنت أن ما سيرويني

هناك خلف شفاه حمراء رحيق غزير

 

و هي لا تكف في رمي

بسهام لحظ عيناها

والنفس شهيق وزفير

 

لو لا تلك الانحناءة التي قمت بها

لما رفعت رأسي لأرى جمالها المثير

 

وحين هممت بتوقيع أوراق و صولي

فشلت في تذكر توقيعي

 كيف هو وكيف يصير

 

إن كتبوا على تلك الورقة وثيقة إعدامي

وقعت عليها دون أن أدرك

 بأني أوقع على موتي وسوء المصير

 

أيتها الباذخة بسحرها

أتعلمين بأنك جنيت على رجلا فقير

 

ألهبت أشواقه بنار عشقك

وفؤاده في لظى الهجير

 

فلتفتت إلي وكأنها سمعتني ولسان حالها

 من يعشق الغادة الحسناء

 لا يخشى أن يغدوا في سبيل عشقه قتيل

 

 

سيدي غرفتك جاهزه

هكذا قال بلطف كبيرهم

 

و يممت صوب الباب المسير

 

وقبل خروجي ألتفت أليها

وقلت لها بصوت مسموع :-

في سبيل عشقي إليك

 يوما سأغدو قتيل

 

أنت أو لا احد سواك يستحق هذا المصير

 

 

(( الملك ))