(( ورقة التــوت ))

(( ورقة التوت ))

 

وسقطت ورقة التوت التي كانت تواري سوأتك
فبدت لي الحقيقة كالشمس في كبد السماء 
لا ينكرها بصير
ولا أعمى تحت وطأة السعير

الحب ميت
 أن مات الضمير

 

والخيانة تحيا فوق ركام 
قلبا ذاق منها الكثير

 

أعلن اليوم 
بأن الحب قد وفاته المنية
ولحق بركب الأموات
 ينتظره حساب عسير

 

لم يعرف الوفاء يوما
 تتلمذ على يد غدرا حقير

 

نال مني سنين طوال
 لم أرى حقارته وهو يحبوا صغير

 

ترعرع في جنات عشقي
 والسم يملئ نابه الكبير

 

وحين حانت لحظة الموت 
شك نابه ونفث في جسدي 
سمه وأعلن النفير

 

فمضى يجري في عروقي 
مجرى الدم والمسير

 

حشرجة تأتي من حنجرة عشقي 
وتزفر الأه تلو الأه لحن وصفير

 

ما كان لي أن اختار عشقي 
حينما أتى على صهوة قدرا مثير

 

فتربي في أحشاء قلبي 
يشرب دمي  
ويمضغ أيامي وهو صغير

 

وحين كبر لم يقنع بأيام عمري 
فمضى في البحث عن شيء كثير

 

وعود بالية 
وعهود ممزقة 
وأكاذيب تحكي واقعا مرير

 

يزف لي أكوام الأماني
 وإكليل من ورد احسبه عبير

 

كلها أكاذيب مبهرجة بألوان الحياة 
من يراها يحسبها قوس قزح يطير

 

القي رأسي على وسادتي
 وأنام ببراءة طفل صغير

 

ألقم فمي بأصبعي 
وكأني أرشف من ثغرها المثير

 

لم يقتله سم الغدر الذي نفث فيه
فكان كالمريض الذي 
 سيطول عمره عمرا كثير

 

فكان لابد من قتله قبل الفجر
فالسم لم يكن بالموت جدير

 

هناك في ظلمة ليل تسن سكاكين غدرا 
وخنجر ذو نصل كبير

 

حتى إذا تنفس الصبح 
تل جبينه نحو قبلة الصلاة
وجرى نصل السكين 
في عنق ذاك الطفل الصغير

 

باعدت بين قدميها 
حتى لا يصيبها دمي
ونسيت كيف يديها 
تقطر دمي كالسيل الغزير

 

جز رأسه
 وبقى جسده يرفس قليلا 
قبل أن يهمد فوق السرير

انتهت الحكاية يا سادة 
 كما انتهى الحب

 

لا تصدق يوما أن قالوا لك
 أن الوفاء امرأة
و إلا ستلقى نفس المصير

(( الملك ))