(( أحببتك .. وجل من لا يخطأ ))

 

 

حينما تكون حياتك مرهونة

 بيد أنثى لا تعرف الرحمة

 

فتوقع الوجع يغتالك في كل لحظة

 

ليس الأمر في أنك تتوجع

 لقسوة قلبها فحسب ….

 

بل أن تكون سعادة أيضا

مرهونة في الجدب والعطاء

 

الألم أكثر فداحة

 حينما تغمسك في نشوة البقاء

ثم تنشلك نحو عالم الفناء

 

 

أن عشت الفرح يوما

 فعليك أن تعد نفسك

 لأيام من التعاسة والجفاء

 

 

تعيش تناقض المشاعر دوما

فلا تعرف الرحيل من البقاء

 

 

حكايتي معها ينئ لها جبين الوفاء

 

وتتلعثم حروف الهجاء

 

تارة اكتبها عشقا

وتارة اكتبها كيفما كان الوجع

 ينتهك حياتي كذبا ورياء

 

 

أعلن توبتي عن حبها في المساء

 

وأعود نهارا أعاقر كؤوس العشق

سكيرا أترنح في العراء

 

 

حولي آلاف النساء

 ولا ترى عيناي سواها

 امرأة حسناء

 

 

أفنيت العمر لأجلها

 لم يردعني تساقط أوراق حياتي

 سنة تلو سنة

 أن هبت علي رياحها الهوجاء

 

 

لا ادري لما قلبي أدمن عذابها

لذة الحرمان تحدث نفسها

بوفرة العطاء

 

 

رغم أني اقتات من فتات حبها

حين تقدمه إلي ولسان حالها

أن هذا كرم و سخاء

 

 

ويدها معقودة خلف ظهرها

سوطها الأسود يتأهب لجلدي

 إن شكوت قلة العطاء

 

 

 

نعم أحببتك

 وجل من لا يخطأ

 فأنا إنسان

 

اختلط علي الحب واللعب

فأحببتك وخالفت هوى الشيطان

 

فإذا بك بارعة في اللعب وفاشلة في الحب

تلك الحقيقة التي فرضت نفسها الآن

 

ظننت أن الضمير لا يموت

فإذا بي أرى جنازة ضميرك

تساق نحو مقابر النسيان

 

 

تشيعه قطعان من الضباع

وعقارب وثعبان

 

وتنعق في سماء موته

أسراب من الغربان

 

سكرة الحب أنستني

 أن الملائكة تأنى بنفسها

 عن مساكن الشيطان

 

أنا مازلت مذهولا !

أيتخذ البشر قلوب بعضهم لهوا ولعب

 فماذا تركنا لمشاعر الحيوان ؟

 

ذات مرة رأيت طير يجر طير ميت

 مخافة أن يدوسه إنسان

 

 

فكيف تبدلت الأدوار بيننا

 وسكن الخوف حياتي و فقدت الأمان

 

 

 

أغار عليك من الأحياء على الأرض

 ومن الموتى في القبور

 

أموت إن ذكرت أمامي حيا

واغضب أن بكيت موتى من الذكور

 

كل رجلا في الأرض عدوي

  والموتى كذلك

إن رفعت كف الدعاء لهم

برحمة الغفور

 

هكذا أنا وسأبقى أغار عليك

من الأحياء والموتى

 لا فرق عندي بين المنصوب حيا

 أو بالموت مجرور

 

أن خرجت عن طاعتي

 نصبت لك المشانق

 يطيب لي موتك

على أن يراك احد من الذكور

 

أنا لست كغيري ابلع الصمت

 إن رأيت منك يوما تبرج وسفور

 

سأحرق الدنيا ومن فيها

وعلى شرفة قصري

 سأعزف على قيثارتي ألحان الغرور

 

ليتك تعرفين وجهي الأخر

 كيف به أحيا

 و هن الحياة شق فيه أخاديد

دمعا مقهور

 

الغيرة عليك جمرة في وسط قلبي

 تحرقني والدم في شراييني يغلي و يثور

 

فاصحوا عند الفجر باكيا

ومشاعر الأسى تقتلني

ومشاعر الفرح تحيني

أن هذا مجرد حلم ليس بحقيقة الأمور

 

ها قد أعلنت الرحيل عني

وتركت خلفك رجلا

يدعوا عليك بالويل والثبور

 

أنا لست مثاليا لادعوا لك بحياة

مع غيري ملئها المحبة والسرور

 

سأدعو لك بالموت دوما

على يشاركني غيري بلثم الثغور

 

 

اخبريني الآن كيف أحيا بعدك؟

وهل تركتي لي بعد رحيلك

 إلا قلب صريع وضلع مكسور

 

وكيف تزدان حياة شقيا

 نهب الحب قلبه

 وتركه خاويا مهجور

 

 

نعم أحببتك

وكان هذا الخطأ الكبير

 

وهل كنت املك شي سوى

 أن احبك وأنت الشيء الكثير

 

إن قلت أنت الحياة

 فذاك أمرا نافذا في حياتي

 كيفما كان وكيفما يصير

 

أتنفسك شهيقا وازفر سيئاتك

 ويبقى في دمي جمالك المثير

 

إن أعلنت الفراق عني

أعلنت روحي النفير

 

 حيثما أنت يساق قلبي

 وإن طال بي المسير

 

  تستوطن روحي وطنا

 أنت فيه ملكة

 وأنا لديك أسير

 

 نعم أحببتك ..

و هذا خطئي الوحيد

 

 ما كنت يوم طريدة لأحد

 و سواي من يصيد

 

 نحيت نفسي عن عرش نفسي

وتركت لك الخيط والمخيط

تفصليني كيفما قلبك يريد

 

إن شأت لبست الحب فستان

 خيوطه أوردتي

 وأن شأت رميت به بعيد

 

أحببتك وجل من لا يخطأ

 

قد استهويت خطأي

 فمازلت أعاقر التكرار

 

فكلما أردت النشوز عن حبك

 خذلني الهروب والفرار

 

فأعود أليك متيما

 تعلو تقاسيم وجهي

أشواق الليل والنهار

 

تطيح بي أمواج حبك غريقا

 ومن قبل كنت لا أهاب البحار

 

كؤوس وأقداح الصبر ارشفها

 لأجل عيناك أدمنت الانتظار

 

نعم أحببتك وجل من لا يخطى يا سادة

 

الآن أدركت أن الأمر بسيط جدا

الأمر بحاجه لأن اعشق سواك

 

قد كنت أشرب قهوتي سادة

وحان شربها بسكر زيادة

 

 

(( الملك ))