الثلاثاء , مارس 19 2024

(( العقـــاب ))

(( العقاب ))

 

قال هو يحدث نفسه :-

 

إلى متى سأظل فريسة لعقابها

إلا تعلم كيف أنا أحبها ؟

فلماذا دوما تلوح بسوطها

وتهجرني أياما حتى يمل هجرها

 

تسمعني فحيحا

وتغرس في جسدي نابها

وتنفس سمها

 

دون ذنب يذكر

 سوى أني أحبها

 

 

أذن سأفعل مثلها

و سينالها مني عقاب كعقابها

 

نعم سأنتقم لذاتي

 لتدرك بأني إنسان مثلها

 

من الغد سأخفي وجودي

 ولن اهديها تحية الصباح

ولا في المساء سآتي لذكرها

 

++++++++

 

وهكذا يا سادة

قرر هذا العاشق

أن يعاقب حبيبته

 و يرد الصاع صاعين لها

 

++++++

 

ولم يمضي يوما واحد

حتى ذبلت حياته دونها

وكاد أن يموت شوقا لها

 

لا الليل شد أزره

 ولا النهار رحم حاله

حين افتقد وجودها

 

++++++

 

وحين شعرت بأنه يعاقبها

سخرت منه قائلا :-

أتظن بأنك تعاقبني؟

 

كيف يعاقب السجين سجانه

هذا أمرا يحيرني

 

أنت خلقت فقط لتحبني

متى أشاء لك أن تحبني

 

ومتى أريد أنا أبعدك عني

 وأعصيك أن أردت أن تقربني

 

أنت نافلة في حياتي

 وفرضا عليك أن تعشقني

 

 

أنت نكرة

متى شأت أنا  جعلتك معرفة

 من عشقك تمطرني

 

أنت مجرد عازف ماهر

 وأنا قيثارة عشقا

متى الهوى أردته

عليك أن تعزفني

 

 

حياتك ملكي

وحياتي ملك ذاتي

 أنا من يأمرك متى بها تشاركني

 

 

سأعاقبك الآن

لأنك فكرت أن تعاقبني

 

وسترى معنى العقاب

الذي تحاول به أن تطوقني

 

++++++

 

و هكذا يا سادة  دفع هذا الأحمق

 ثمن قراره فراقا قد يطول

 

++++++

 

مالك ومال امرأة حبها

في دمك يجري كالسيول

 

وعشقها في قلبك

لا يضمحل ولا يزول

 

++++++

 

أتى إليها منكسرا وقال لها:-

اشتقت لسجنك

هاك يدي ورجلي قيديني

بالأصفاد والحديد

 

وأعيديني لحياة الرق والعبيد

 

حياة دونك موتا

وحياة بها أراك كل يوما

هي ما أريد

 

+++++++

 

قالت :-

 ادخل لسجنك

وإياك أن تفكر أن تعاقبني

 

وحين أريد حبك

سأعيد إليك إنسانيتك

 وأعتقك مني متى أريد

 

++++++

 

صوت باب زنزانة يغلق

ورجلا يجر أغلال الحديد

 

(( الملك ))