الجمعة , أبريل 26 2024

(( أُنْثَـى مُخْتَلِفَة ))

تُرَاوِد نَفْسِي حُبّا بِصَمْت الْكَلَام

وَأُنُوثَة طَاغِيَة تَنْسَاب بِهَمْس الْغَرَام

وَرَقَة بَالِغَة كَالْنَّسِيْم يُلْقِي الْسَّلَام

تُسْكِرُنِي طَوْعا مِن كُؤُوْس الْهِيّام

تَجْعَل لَيْلِي طَوِيْلا و نَهَار آَخِرِه عِتَاب وَمَلَام

أُنْثَى مُخْتَلِفَة قَضَت مَضْجَعِي
بِمَلَامِح مَجْهُوْلَة الْتَّفَاصِيْل وَالْمَقَام

أَنَا لَم أَرَاهَا بَعْد وَلَكِنَّهَا فِي نَظَرِي بَدْر الْتَّمَام

رَاوَدْتُهَا عَن نَفْسِهَا بِنَظْرَة تُطْفِئ شَوْقِي إِلَيْهَا

تَمَنَّعْت بِالْرَّفْض و تَمَسَّكْت بِالْعِنَاد بِيَدَيْهَا

وَمَضَت بِسِلَاح أُنُوْثَتِهَا تَغْتَالُنِي
وَأَنَا أُقَاوِم الْسُّقُوط تَحْت قَدَمَيْهَا

تَارَة تُصِيْبُنِي وَتَارَة يُخْطِئ سَهْمُهَا
هَدَف كَان نُصْب عَيْنَيْهَا

قَلْبِي هَدَفَا لَيْس سَهْلَا
وَإِن أَصَابَت يَوْمَا ضِلْعَا فِي صَدْرِي

أَو بَلَغ نَصِل سَهْمَك حُدُوْد قَلْبِي

اعْتَدْت عَلَى الْجِرَاح فَصَارَت كَأَنَّهَا مِنِّي

الْسُّقُوط فِي الْحُب مِن جَدِيْد
حَالَة مِن الْرِّفْعَة أَو الْتَّدَنّي

فَهَل أَنْت كَالَّتِي سِوَاك
أُحْرِقَت حَيَاتِي وَجَعَلَتَنَي رَمَاد كَأَنِّي

أَم أَنْت حَيَاة أُخْرَى بِالْسَّعَادَة تُلَحِّن أَيَّامِي
و بِأَشْعَارِي تُغْنِي

مَن يُغَامِر بِقَلْبِه إِلَا رَجُلا لَيْس لَه
فِي دُرُوْب الْحُب سِوَى الْتَّمَنِّي

مَا جَاءَنِي مِن الْحُب كَفَانِي

أَهَبُه كُل شَي و لَاشِيْء أَعْطَانِي

ابْكِيْه لَيْلَا ابْكِيْه نَهَارا
و هُو يَضْحَك مَتَى رَآَنِي

اشُق لَه وَرِيْد مِن جَسَدِي
و يَشُق لِي مِن جَهَنَّم جَمْرَة تَلظَانِي

اعُذرَه إِن اخْطَأ يَوْمَا
وَخَطَأَي إِن حَدَث صَار ذَنْبَا يَغْشَانِي

وَالْعِقَاب يَنْتَظِرُنِي حِرْمَان كَان
أَو أَي شَي يُسَبِّب أَحْزَانَي

الْهُرُوب مِن حَبّا جَدِيْد
لَيْس جُبْنَا

أَنَّمَا هُو كَعِتْق رِقَاب الْعَبِيْد

و حَقْن دِمَاء الْوَرِيْد

و احْتِجَاز حُرُوْف أَرْبَع
هُرِّبَت إِلَى بَيْت الْقَصِيد
تَتَمَرَّد عَلَى الْذَّات
وَتُوشِك أَن تَظْهَر نُطْقَا كَهَمْهَمَات طِفْلَا وَلِيَد

احِبُك أَخَاف أَن انْطِقْهَا يَوْمَا
وَإِن طَال بِي الْصَّمْت أَمُد الْبَعِيْد

أُنْثَى مُخْتَلِفَة أَنْت
و رَجُلا مُخْتَلِفَا أَنَا
تَشَابَهُنَا بِبَعْض الْخِصَال

فَأَجْدَبَت حُقُوْل الْغَرَام عَطَشَا لِلْمَاء الْوِصَال
و فَقَدَّت الْحَيَاة بَهْرَجَها و تَفَشَّت أَسْرَار الْجَمَال
بَيْن أَحَادِيْث التَافِّهُون وَسَرَد قِصَص الْخَيَال
لِأَبْقَى الْوَحِيْد يُدْرِك بِأَن وِصَالِك ضَرْبا مِن الْمُحَال

لَيْت الْزَّمَان غَيْر الْزَّمَان
و
لَيْت الْمَكَان غير الْمَكَان

لَكَان لِكُل أَمْرَا فِي مَدَار حُبَّك لِي بِه شَأْن

بِكُل أَسَف

الْحَيَاة لَا تُعْطِي كُل شَي مُكْتَمِل
تَنْقُص مِنْه مَا يَجْعَل الْكَمَال مُحْتَمَل

وَتَزُج كَرْها بِالْمُحَال فِي قَلْب الْأَمَل

عُذْرَا أَن أَهْدَيْتُك الْمَوْت
قَبْل تَنْفُخ فِي الْحُب رُوْحُه حُرُوْف وَجَمَل

احِبُك هَذَا أَمْر مُحْتَمَل

(( الْمَلِك ))