حِيْنَ يَنْكَشِفُ سَتَرَ الْغَرَامِ
فَتَبْدُوَ سَوْأَتِهِ وَاضِحَا كَالْبَدْرِ لَيْلَةَ الْتَّمَامِ
يَتَجَلَّىَ الْحَقُّ نَاطِقَا أَنَّ الْحَقِيقَةَ بَاتَتْ أَوْهَامُ
لَا شَيْ فِيْ الْحَيَاةِ يَبْدُوَ صِدْقا سِوَىْ الْمَوْتِ الْزُّؤَامِ
الْمَوْتِ لَا يَقْبَلُ الْتَّأْوِيْلِ فِيْ الْسَّرْدِ وَالْكَلَامُ
حَتَّىَ الْحُبّ الَّذِيْ يُفْتَرَضْ أَنْ يَكُوْنَ أَسْمَىْ الْمَشَاعِرِ
َأصْبَحَ مُتَاحٌ بِأَيْدِيَ الْلِّئَامِ
وَسَيْلَةٌ سَرِيْعَةُ لِبُلُوْغِ غَايَةَ قَذِرَةٌ وَسَطِ الَزِحَامَ
انْتَهَتْ فُصُوْلْ الْفَضِيْلَةِ حِيْنَ أُسْدِلَتِ عَلَيْهَا سِتَارَةً الْرَّذِيْلَةِ
مَعَ تَصْفِيْقُ حَادَّ بِكُفْوفٍ الْأَنَامِ
مَسْرَحِيَّةٌ الْحَيَاةِ تَقَبَّلْ فِيْ الْنِّهَايَةِ كُلِّ تَفَاصِيِلْ الْذُّنُوبَ وَالْآَثَامِ
لَا يُهِمُّ طَالَمَا أَنَّ هُنَاكَ قُلُوْبِ تَهْوَىَ هَذَا الْنَّوْعِ مِنَ الْخِتَامِ
سَنَّ الْلَّهُ فِيْ شَرْعِهِ أَنْ الْظُلْمَ حَرَامْ بَيْنَ الْعِبَادِ
فَمَالِيْ أَرَىَ الْعِبَادُ قَدْ اسْتَهْوَتْ نُفُوْسِهِمْ طُقُوْسْ الْفَسَادَ
وَ امْتَطَتْ الْدَّنَاءَةِ صَهْوَةَ الْجِيَادُ
وَلَوَّحَتْ بِسُيُوفٍ الْكَذِبَ عَلَىَ رُؤُوْسِ الْأَشْهَادِ
فِيْ مَعْمَعَةُ الْمَعَارِكِ الْقَذِرَةَ لَا وُجُوْدَ لِلْمَبَادِئْ بَيْنَ الْعِبَادِ
شَتَّانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجِهَادِ
قَالُوْا قَدِيْمَا لَيْسَ كُلُّ مَا يَلْمَعُ ذَهَبَا
صَدَقُوْا
فَالنُّحَاسِ يَبْرُقُ إِنَّ سَقَطَتْ عَلَيْهِ الْشَّمْسُ خَطَئا
بَرِيْقَ الْنُّجُوْمِ لَا يَجْعَلُهَا بِكُلِّ الْأَحْوَالْ قَمَرَا
سَيَبْقَىْ الْقَمَرَ قَمَرَا وَالْنَّجْمِ نَجْمَا
وَالْشَّمْسُ حِيْنَ تُشْرِقُ تَأْفُلُ النُّجُومِ وَ يَغِيْبُ الْقَمَرْ قَهْرَا
كَذَالِكَ الْحُبٌّ حِيْنَ تُشْرِقُ شَمْسُ الْحَقَّيْقَةِ يُصْبِحُ وَ هُمَا
قَدْ يُقَالُ أَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ غَرَامٍ كَغَرَامِيّ
وَلَيْسَتْ كُلُّ أُنْثَىْ كَفَتَاةٍ أَحْلَامِيِ
فَالْخَيْرُ وَالشَّرِّ فِيْ صِرَاعٍ دَوْمَا بَيْنَ انْتِصَارِ وَ انْهِزَامِيَّ
خَطَأً
فأنا حِيْنَ رَأَيْتِ أَنَّ حَبِيْبَتِيْ تُسَاوِيْ كَلْ نِسَاءِ الْدُّنْيَا
شُذَّ عَنْ الْقَاعِدَةِ كُلَّ مَا يُقَالُ أَمَامِيْ
الْقَانُوْنِ لَا يَحْمِيَ الْمُغَفَّلِيْنَ
سُمِعَتْ هَذِهِ الْمَقُولَةٌ مُنْذُ سِنِيْنَ
لَكِنِّيْ تَوَقَّفَتْ عِنْدَهَا اقْلِبْهَا شَمَالِ وَ يَمِيْنَ
قَدْ تَنْطَبِقُ عَلَىَ أَيِّ شَيْ سِوَىْ الْحُبِّ
فَالَحُبُّ أَبَدا لَّا يُخْضِعُ لِلْقَوَانِيْنِ
لِأَنَّهُ اسْمِيْ مِنْ أَفْكَارٍ الْمُشْرِّعِيْنَ
وَكُلُّ إِرّهَاصَاتُ الْمُنَجِّمِيْنَ
بُلُوْغِ الْحُبِّ ذَاتِهِ شَرَفٍ
لِكُلِّ مَنْ أَتَّصِفُ بِالْإِنْسَانِيَّةِ عَلَىَ مَرِّ الْسِّنِيْنَ
عَارٌ عَلَيْنَا أَنْ نَمْنَحُ الاسْتِغْفَالَ لِّكُلِّ مِنْ نَبْضٌ قَلْبِهِ بِالْحُبِّ
الَّذِيْ يَتْبَعُهُ دَمْعَا وَآَهَاتُ وَ أَنِيْنُ
فَعُذْرَا يَا مَنْ كُنْتُ الْحُبِّ
فَأَنَا لَسْتُ كَمَا إِلَيَّ تَنْظُرِيْنَ
فِيْ فَلْسَفَةِ الْحُبِّ تَنْقَلِبُ الْمَوَازِيْنَ
أَنَا لَسْتُ مَلَاكَا لَكِنَّكَ مِنْ صِنْفٍ الْشَّيَاطِيْنِ
مُخْرَجَ
بِتُّ عَلَىَ يَقِيْنٍ بِأَنَّ الْحُبَّ مَسْرَحِيَّةٌ كَتَبْتُ فُصُوْلَها
بِأَقْلامِ الْتَافِهِينَ
لَكِنْ .. لِمَاذَا اخْتَرْتَ الْمَلِكُ لِيَقُوْمَ بِدَوْرِ الْبُطُوْلَةِ
وَأَنْتَ حَوْلِكَ الْكَثِيْرِ مِنَ الْمُمَثِّلِينَ ؟؟
لَمْ يَفْطِنْ الْعَقْلِ حَيَّيْنَهَا
لِبَرِيقِ الْخُبْثِ فِيْ عَيْنِكَ الْيَمِيْنِ
لَقَدْ كُنْتَ مَشْغُولَا وَقْتِهَا
بِحِفْظِ تَفَاصِيْلَ الْشَّفَتَيْنِ
وَأَنْتَ مَشْغُوْلَةً فِيْ تَفَاصِيْلِ صَدْرِيْ
وَعَقْلُكَ يَهْمِسُ لَكِ :-
يَا تُرَىْ بَيْنَ أَيْ ضِلْعَيْنِ سْتِطعِنِينَ ؟؟
(( الْمَلِكُ ))