الإثنين , مايو 6 2024

(( الأميرة سرابيل ))


الحروب هذه الأشباح المخيفة التي تفرز الأحقاد
المعاناه .. الألم .. الموت الدمار.. القيد والأصفاد 


الحاجة إلى الأمن إلى الحنان 
إلى مخبأ تستكين به المساءات 
التي لازالـت تحن إلى مدائنها 
المزينة بالهدوء والمسرات


كم قصص موت مرعبه خلفها الدمـار
كم قصه عشق لاهبـه ولدت من الدمار 


وسرابيل أميرة لا تعبأ بأخبار حرب أو تفاهات
و لا تهتم بما يدور بينهم من صراعـات


هي وحدها ترسم عالمها الخاص بها 
تغوص به تقطع الفيافي وتنظم القوافي 


المجنونة لا دليل و لا هادي لها 
تسافر مع الرياح غافلة عن كل حاضرها
صامه أذنيها عن كل المهاترات 


تهيم في بحور عشق خيالي طالما ألهب لياليها
غير عابئة بمن يحب و لا من يكره بجنون
غير مكترثة بدمعه مذروفة أو نظره حنون 


رافضه كل كلمه لا تتفق مع روعه أحاسيسها المبعثرة 
لا و لا مع كل ما يعارض ثورتها المتأججة



وتشتعل الحرب..


و تصحـو اللعوب على موكب الملك يخترق مدينتها إيذاناً بالاحتلال 
ممليا تعليماته الصارمة ومتوعدا بأسوأ عقاب لكل متمرد ضال 


إذن أيام العز ولت و أصبح الصمت هو الملاذ


و اتكأت على تلك الصخرة تنظر إلى موكب الملك 
أعجاب مشوب بالحسرة و قلبها اليقظ ينبئ بأيام الاستعباد.


آآآآآآه من هذا الملك رجل على قدر من التميز 
لم يخطر ببالها يوما أن تراه 
و هاهو أمامها حقيقة تراه 
إذن فلتقتنع برؤيته فقط 


تأملته كثيرا
وقلبها يخفق كثيرا
ومشاعرها تشتعل سعيرا 
و تابعت الموكب بعينيها 
و أصبحت متابعته إدمانا يوميا لديها


يا لا هذا الملك ! قد حرض قلبها فتمرد عليها 
تراقبه كل يوم بتلك العينين الساحرتين
هي متأكدة أنها قادرة عليه بنظرة أو نظرتين


وإن ابتسامة واحدة كفيلة بأن تجعلها والملك عاشقين
وكيف لا وهي أجمل جميلات تلك البلاد المحتلة 



ويطول الانتظار ! وقلبها يكوى بطوارق من نار
تبا له من ملك ! متى سيعرف كما أهواه هذا الجبار
لم يكتفي في احتلال ارضي فحتل قلبي وسلب مني الاختيار


أنظر إلي أيها الملك فأنا الأميرة سرابيل 
أنا قبل أن أهواك كنت للحب معنى للرحيل
لم يطأ الحب قلبي ولم يكن له فيه سبيل
ولكن.. هيهات أن يلتف الملك إليها

 


إلي أن قررت أمر !!


فقالت :-
أي تنازلات سترضي الملك ؟؟!!
لن يرضيه إلا إلغاء الذات


حسنا فليكن غدا سأبيع نفسي في سوق النخاسة
غدا سأفقد عزي ويخلع علي لقب جارية 
سأتخلى عن الأمارة ولقب السمو من اجل مشاعر دامية
من أجلك أيها الملك سأكون جارية !! 
تبا للحب حين يهين نفسا سامية

 


في الصباح.. 


تستبدل سرابيل ملابسها بملابس جاريتها
وتنزع تاجها وجواهر كانت تزين نحرها 
لتتحول إلى جارية في أقسى لحظات حياتها


تناظر نفسها في مرآتها 
ما زالت جميلة كما عهدت نفسها
وتنطلق إلى سوق النخاسة..
لتبيع نفسها لزبانية الملك هناك 
بدنانير قليلة 
وهي لديها منها كثيرة 
لكنها كانت في شرع الحب أسيرة 


وتدخل القصر


لم تستغرب من كل ما رأت من حشم وجواري وعبيد
فهي من قبل كانت أميرة اعتادت العيش الرغيد


جّل ما تتمناه سرابيل حيينها نظرة للملك ولو من بعيد
لم تراه !! فبكت شوقا من هواه !! ومضت تقفر ثراه
لكنها أبدا أبدا لم تراه.


في الليل 
تتسلل سرابيل إلى مخدعه 
تجده نائما بهدوء وسكينة


تبا لك من ملك تنام وأنا في هواك رهينة !!
يا لني من أميرة…. !! عفوا قصدت جارية مسكينة


تقترب منه

 تقول له:


كما أهواك يا رجلا أبيع من أجلك الدنيا وما فيها 
أتعلم إني كنت بالأمس أميرة 
واليوم جارية الحب منك يكفيها 
سيدي الملك : ألن تصحوا من نومك لتراقصني 
فكم من ليال دونك حلمت فيها 


فجأة يقبض على معصمها 
يعصره حتى كاد أن يكسره 


صرخ فيها :

من أنت ؟؟
لابد أنك جئت لقتلي !!
وكيف مخدعي دخلتي ؟؟
يبدو أن الحراس قد رشوتي !! 


لالالالا يا سيدي أنا الجارية سرابيل 
اليوم اشتروني لأكون تحت إمرة الملك الجليل
صدقني يا سيدي لم أكن أريد قتلك فهذا مستحيل


يهدأ قليلا
فأنفاسه كانت صهيلا


يسألها بعد أن أدار ظهره لها يناظر من نافذته السماء :-


كيف تجرأين ياسرابيل ؟ ما الذي دفعك لهذه الفعلة الحمقاء
ماذا لو كان خنجري حيينها بيدي؟ لكان مخدعي بلون الدماء
هناك سرا ما !!! لا بد أن اعرفه !! ما الذي دفعك لهذا ؟؟


سرابيل تقترب من الملك 
وتواجهه بوجهها الذي يشع جمالا ونقاء
أميرة هي بكل ما فيها 
لكن الملك حيينها كان يمر بلحظات غباء


قالت له :-
هل تراقصني سيدي الملك !! لأبوح لك بكل ما أملك ؟؟
تطوقه دون شعور !! وتشرع في البوح وتكشف المستور 


قالت سرابيل :-
ليتك تعلم أيها الملك كيف حبك في صدري بنى صرحا
ليتك تعلم كيف يغرد قلبي حين أراك ويصدح صدحا
وليتك تدرك كيف الحب يقدح في قلب امرأة قدحا
ترفق بي لطفا ! فقد مل الصبر مني وطفح الكيل طفحا
أنا كنت امرأة حيائها يمنعها عن البوح لك بالحب بوحا
فتفهم أيها الغافل لأمري ! قد أظمأني حبك فأنـا عطشا
التفت إلي وذر جواريك فأنا في حبك قد همت عشقا
قد أدميت قلبي تجاهلا وطعنته بسيف واتبعته رمحا
وأشعلت في صدري جحيم ومضيت فيه هدما وحرقا


يثور الملك 
يدفعها بعيدا 


ويقول :- 
هل وصل بجارية مثلك أن تعشق ملك مثلي
يالا وقاحتك !! وكأنك تريدين أن تسلبي ملكي
أيها الحراس !! هلموا إلي ..


يدخل الحراس !!


الملك وهو يشير لسرابيل :-
خذوه هذه الجارية إلى السجن فقد حاولت قتلي
وغدا سنحاكمها لتجرأها بالحب على ملك مثلي



في الصباح ..


يأتى بسرابيل مغلولة يديها بأصفاد ذهبية
وهناك كانت منعقدة محكمة صوريـة
الملك قاض فيها !!!!!!!!


فأين العدل سيكون إن القاضي هو الضحية؟
ويصدر حكم الإعدام في حق سرابيل الأميرة الجارية
الأميرة التي طاوعت قلبها
ونزعت عزها من أجل حبها


وتنصب المقصلة أمام الملىء 
والكل يشاهد كل هذا إن رغب واستطع
وتضع سرابيل رأسها 
وتبتسم سخرية بنفسها
أهكذا جزاء ما وهبته لحبها ؟؟
من بعد الإمارة جارية !
ومن ثم سيقطع بالسيف رأسها !

 


ابتسمت أخر ابتسامة وذرفت أخر دمعة 


ثم 


يعطي الملك بصولجانه إشارة الإعدام للسياف


و

يتدحرج رأس الأميرة سرابيل تحت أقدام الملـك
وتتطاير قطرات دما قاني لتكبت على عرش الملك

 

كلمة تقول :- 


أحبك 

 



(( الملك ))