(( الجريمـة و العقـاب ))

 

الجريمة

 

راقبته
وترصدت خفقاته
ومع كل خفقة قلب وأخرى
حاولت مرارا أن تصطاد قلبه

فكان الفشل كل ما نالته

كانت المسافة بعيدة بينهما
بالكاد تشعر وتلمح نبض وريده

لا ينفع

هذا الأمر أبدا لن يجدي
فلن أنال منه شيء إن بقيت هكذا بعيدة عنه

فلأقترب قليلا
حتى يكون واضحا جليا ً

ليكون في مرمى سهامي
سهام حبي وغرامي
التي حتما لن تخطأ هدفها
فقلبه غاية مرامي

اقتربت أكثر

أواه … كم هو واضحا الآن نبضه
لن أخطىء هذه المرة قلبه

كلما اقتربت منه أكثر
كلما زادت خفقات قلبه
وترنح سكرا بدربه
وهذى بمجون الكلام بقوله
وأسدلت الجفون على عينه
وتدحرجت في عيناه مقلتيه

فأدرك بأنه قد تلاشى من هول ما جناه
تماسك قليلا عله يردع هذا الذي اعتراه

فإذا بها تسكنه صدرها وتلقمه شفاها
وترويه من رحيق شذاها
فيسقط صريعا بين يداها

وتكون معالم الجريمة قد أوشكت أن تكتمل
لكن ينقص بعض الحروف والجمل

هيا لنكمل

ومع الأيام أدمن رحيق شفاها
فأصبح مقيدا بأغلال عشقها وهواها
فكان كريشة على صدرها
تعصف به رياح حبها
وهو ويرتجي السكون فكثيرا ما نهاها

فكان جوابها مزيدا من عواصف الغرام
تقتلع صموده وتطحنه برحاها

انتهى به الأمر

عاشق بين ليلة وضحاها
وليس أي عشق
بل هو قد يموت يوما إن لم يراها
أو يسمع صوتها
أو حرفا يأتيه قد كتبته يداها

هجرته ..

من بعد ما استعبدت قلبه
فهي كانت تراه مغامرة يجب أن تنتهي
فكانت كحاجة في نفس يعقوب قضاها

هنا اكتملت معالم الجريمة
جريمة مع سبق الإصرار والترصد
جريمة ينأى لها الجبين
فالضحية هنا ليس أي شخص
بل هو الملك …
من دانت له قلوب المحبين

وهو كان يؤد الحب
دون أن يطرف له رمش عين

فكان لابد من أن يأتي العقاب

العقـاب

حين فتح عينيه ولم يجدها
سمع بكاء نابع من صدره
قلبه المسكين يبكي فقد حبه

شفتيه قد يبست وتشققت
فالرحيق الذي اعتاد عليه قد أنقطع نبعه

وصدره الذي كثيرا ما ضم صدرها
أصبح يشكوا جور الوحدة والحرمان
فصار حزين كئيبا من جور النكران

وعيناه التي كان دوما تبصر سحرها
صارت ذابلة كالوردة حين تحرم من مائها

يا إلهي ما هذا الكرب العظيم ؟
من لي بإسعاد هؤلاء
وأنا بالكاد استطيع أن امشي على خط مستقيم
أترنح سكرا كأنه تلبسني شيطان رجيم

ناديت … أيا …. ألا تسمعين ؟؟
ألا تدركين !
ما حل برجلك الذي كنت به تعبثين ؟

أهكذا شرع الحب عندك ؟؟
فأين منك الظالمين
ليعتزلوا الظلم ويوكلوه لك
فأنت به أكثر العالمين

أكنت فقط نشوة جسدا بين يديك ؟
أم كنت تريدين أن تجعليني شاعرك ؟
بالحب والشعر تساومين

رد علي الصدى بندائي

قد خسر من رد عليه صداه !
وقد خسرت أيها السادة
لا ألومك إن كنتم من الساخرين

أنت السبب أيها القلب
أكان لك أن تضعف
أمامها وتتعرى من صمودك

أكان عليك أن تـُسّرح
في خضم المعركة جنودك

أكان عليك أن ترفع راية
الاستسلام خوفا على حياتك ؟

ليتك قاومت ومت في صمودك

لا بأس لا بأس

سأريك الآن كيف تضمد جراحك
وتنتقم لكبريائك

هيا نرتحل إلى عالم العربدة والهيام
سندخل من أوسع أبواب الغـرام

أعشق كل من تراها
لا يردعك أحد من بين الأنام

عش حياتك أيها القلب كيفما تشاء
واعشق أي من تشاء
فلن أمنعك أبدا فأنت لا تلام

سأراقص ألف أنثى وأضم مثلها
ومن شفاههن سأرتوي
وأن كان سما يودي بي للموت الزؤام

وهذا ما سيؤول الأمر إليه

تبا للحب أن صار الحب عار عليه

وحين يسكنهن الغرام والحب والهيام
أعلن الرحيل ودع قلوبهم تغدوا كالحطام

وقتها فقط ستشعر بلذة الانتقام

حين ترى الدموع قد غادرت المقل
تتبعها توسلات اقترنت بمزيج من الألأم

الإنسان يولد مسالما ً
يا ترى من الذي جعله مجرما ً ؟

من الذي شك سهام الغدر أولا ً
ثم مضى مفارقا ً ؟

من يلومني إن عاقبت ؟
هل نسيتم أن هناك من يستحق العقاب أولا ً ؟؟

عذرا معشر النساء

سبقت الجريمة العقاب


فحذروا الاقتراب

 

 

 

 

(( الملك ))