(( الحب المفطوم ))

سيجوع الحب ويعطش 

إلى أن يشبع غروري 

وترتوي كبريائي

 

أنا إن جعلت الفراق نصب عيني

 لن يردعني عنه نحيب أو بواكي

 

إن توسلت إن ترجيت إن بالقمر 

والنجوم توسطت ليس له داعي

 

أنا قد رشفت من نبع قسوتك كؤوس واقداح

 فأصبحت تجري من مجرى دمائي

 

ما الحب إلا شعورا طغى علي

 فجعل سافل ارضي سمائي

 

واستعبدني لديك سنين 

وأنا من نسل حرا 

لاني اسير عطشك وانت مائي

 

 

مازال اثر قيدك في معصمي

 و آثار سوطك على ظهري

 و صراخ آلامي

 

واحتراق مهجتي بنار غيرتي 

صوت ألما شق آذاني

 

عزيز النفس كنت فجعلت مني وضيعا

 يتوسل رضاك دمعا يبل اجفاني 

 

صافحت خديك بدمع عيني 

وأمطرت على صدرك دموع أحزاني

 

وقبلت راحة يديك بكل انكسارا 

 ونذرت لك العمر دقائق وثواني

 

خاطبتك بكل خضوعا 

واخترت كلماتي من نهر اشجاني 

 

سيجوع الحب ويعطش 

إلى أن يشبع غروري 

وترتوي كبريائي

 

نجوم تروي قصتي للنجوم

والقمر حين استرق السمع ضل في مداره

 

و الزهور توشوش عناقيد الكروم

والصخور تخطب في الحجارة

 

والشمس تأبى أن تختفي خلف التخوم

إلى أن تسبر في السر أغواره

 

لم يبقى طير في السماء لم يحوم

حولي ومن فوقي يقتفي آثاره

 

والنوارس حرثت شواطئ الهموم

وغاصت عميقا في بحاره

 

والعقارب والأفاعي بصقت السموم

و مضت في البكاء عليه بغزاره

 

الكل هنا يقتفي أثار حبا مكلوم

بحثا عن جواب أرهقهم سؤاله

 

ما الذي جعل الحب يجوع

 و يعطش بلا ذنب معلوم

والموت حوله يبدأ بأحتضاره

 

أي قسوة سكنت رجلا

 كان للحب رمزا معلوم

وعبدا مقيدا بسلاسله وأغلاله

 

تسائل الجميع وعلامات التعجب حولهم تدوم !!

سأجيب حين تبلغ روحه الحلقوم

 

و يشيع نعشه نحو قبرا 

نفض حفاروه عنهم غباره

 

فليجوع الحب ويعطش لن أطعمه أو اسقيه

وإن ملكت بيدي الغيوم

فبالحب غروري و كبريائي  

يأتون بمرتبة الصدارة

 

هذا أنا أصبحت أخيرا من حبك مفطوم

ربحت نفسي ولم أذق يوما طعم الخسارة

 

سأذيقك معنى العذاب والذل والهموم

فأنا بكل فخرا حامل لواء الرجولة بكل جداره

 

حاكم قلبي اليوم أنا لست بمحكوم

وستعلمين معنى القسوة والجسارة

 

والله لأجعل حبك بين رحى أسناني مهضوم

وابصقه من فمي بكل قذارة

 

سيجوع الحب ويعطش دون صوم

وغروري وكبريائي 

على جثمان حبك سيعلن انتصاره

 

((الملك))