قَالَت حَلِمْت بِسِوَاك عَن نَّفْسِي يُرَاوِدُنِي
وَتَمَادَى فِي غَيِّه فَقَبِلَنِي
مِن بَعْد أَن رَفَضَت أَن يَلْمَسُنِي
ذَاك حُلُمِي الَّذِي مِن نَوْمِي أَيْقَظَنِي
لَم تَجِد فِي الْدُّنْيَا سِوَاي لِتُخْبِرَنِي
وَكَأَنَّهَا بمِحْرَاث مِن نَار تَحَرَّثِنِي
وَتَغْلِي الْفُؤَاد تَحْت مِزْرَاب جَهَنَّم تُحْرِقُنِي
تُحِيْك مِن شَرَايِيْنِي سَرَابِيل
تُصْهِرُهَا بِقَعْر الْسَّعِير و تَلْبَسُنِي
تُلْقِمُنِي جَمْرَة فِي فَمِي
مَن لَظَى الْحِمَم تُطْعِمْنِي
أَنَا أَنْتَفِض غَضَبَا
وَكَأَن جَان الْأَرْض كُلِّه قَد تَلْبَسُنِي
لَم تْشَارْكِيْنِي يَوْما فِي أَحْلَامِهَا الْسَّعْد
وَفِي كَوَابِيْس لِي تُشَارِكْنِي
أَتَظُنِّين بِأَن الْحُلُم مُجَرَّد خَيَال
لَا يُحَرِّك بَرَاكِيْن غَيْرَتِي لِيُفَجُرَنِي؟
وَبِأَن ذَاك الَّذِي شَارَكَنِي شَفَتَيْك حُلُم لَا وَاقِع يُعَذِّبُنِي
أَحْلَامَك الَّتِي لِغَيْرِي دَوْر بُطَوَّلْتِهَا
أَسْقَام تَسْرَطُن رُوْحَا تَسْكُنُنِي
لِمَا طَيْفُه اسْتَحَل عَقْلِك الْنَّائِم حِيْنَهَا ؟
سُؤَال يَبْحَث عَن جَوَاب يُقْنِعُنِي
أَتُرَاه وَجُوْدَا فِي حَيَاتِك
خَلَف سَتّار عُشْقِي يُقْتَنَص الْفُرَص لِيَقتِلَّني؟
أَم هُو يَخَافُنِي وَاقِعَا
فَبَحَث عَن الْأَحْلَام لِكَي يَهْزِمُنِي؟
أَنَا لَسْت مَرِيْضا بِالْغَيْرَة
فَكَم حُلُم أَحَال نَفْسِه وَاقِعَا ليَشْطَرَنِي
أَنَا الْغَيْرَة نَفْسَهَا
سَكْنَت رُوْحِي سَبْع أَرْوَاح
إِن مَاتَت رُوْحَا بِقَت سِتَّة أَرْوَاح تُحَرّكُني
يَا ظَالِمَة حَتَّى فِي نَوْمِك
تَنْشُرِين الْأَسْقَام فِي بَدَنِي
وَكَأَنِّي مَا اكْتَفَيْت مِن وَاقِعِك
الْمُلْتَوِي كَأَفْعَى حَوْل عُنُقِي تُهَدِّدُنِي
لَا تَنَامِي بَعْد الْيَوْم إِذَن
إِن كَان نَوْمِك يُتِيْح لِسِوَاي بِك أَن يُقَارِعُنِي
سَأَكْسِر فِي شَفَتَيْك نَصِل مَن زُجَاج
يَغُوْر فِي شَفَة غَيْرِي إِن يَوْمَا أَرَاد بِهَا يُشَارِكُنِي
تَعَالَي وَشَارِكِيْنِي نَوْمِي
وَإِن رَأَيْت أُنْثَى سِوَاك بِالْأَحْلَام تُرَاوِدُنِي
فَاقْتُلِيْنِي بِيَدَيْك
قَد اسْتَحْلَلْت لَك رُوْحِي حَيَّيْنَهَا
لَا عِشْت يَوْمَا إِن تَرَكْت أُنْثَى غَيْرُك تُقَبِّلُنِي
(( الْمَلِك ))