(( الــقــنـــاع ))

 

 

 

 

في صباح كل يوم ألبس القناع

قناع يخفي تراكم الدمع 

 وتجاعيد الضياع

ابتسم لهذا وذاك

وكان الحياة خالية لدي من الأوجاع

خلف القناع رجل عاشق

 يئن من الأشواق والالتياع

اجبره المحال أن يخفي أشواقه

 وعليه الانصياع

يرتجي النهار أن يمضي سريعا

ويأتي الليل حيث مباح له نزع القناع

ليحي حبه في بحر

تلاطمت أمواجه دون شراع

يرسوا تارة حيث شفتيها

 وتارة تغرقه موجه في القاع

يموت ألف مرة و يحيا 

 حين يبصر وجهها جماله قد شاع

يمارس طقوس عشقه ليلا

 فعند بزوغ النهار عليه الامتناع

طقوس الهوى مقيدة بأغلال المستحيل

 ولغيره مباحة حتى الإشباع

ترزح تحت وطأة أشواقه روحا

ترتجي الخلاص من أنثى أورثته الأوجاع

فكل قسوة الحياة لها وطن

 والرحمة مشردة تنهشها قطعان الضباع

الليل يمر سريعا

و يجر النهار جرا أليه

 وكأن سئم هذا الانطباع

يبكي الظلام حزنا وأربعة جدران

تأن تحت وطأة الصراع

تترادف عليه مشاعر الرغبة

 و تقاومه مشاعر الحرمان خلف حصون وقلاع

يسقط من سقط قتيلا خلف جدران رفضها

 وينتصر الحرمان دوما في هذا النزاع

أعلن المؤذن عن صلاة الفجر 
وعلي أن اجمع جثث الموتى في حياتي قدر المستطاع

كل شي هنا قد مات إلا حبك حيا

 لا اعرف كيف استطاع

في كل ليلة ينجوا من ملاحم الموت

 ليته كان أول من يموت في هذا الصراع


ها قد تنفس الصبح أخيرا
وأنا أمام مرآتي امسح  وجهي المنهك

 لكي أضع القناع

(( الملك ))