(( امرأة بلا حياء ))

يحكى أن امرأة أرادت أن تكون مشهورة

 

وأن يكون لها صيت في محافل الرجال

صوت وصورة

 

ولكن كيف لها هذا أن عاشت مستورة ؟؟

 

في خدرها المستور

 ستكون مجرد جوهرة أو بلورة

 

تحفها العفة من كل مكان

 والستر درر منثورة

 

فقررت أن تنسل من خدرها

وتترك خلفها العفة مقهورة

 

فكان لها ما أرادت

 فهي في كل الجرائد مذكورة

 

 

تظن أن الستر مجرد ملبس يستر الجسد

 

 وأن ما سواه تخلف وعبودية الرق

و حبال من مسد

 

عارية من الحياء في محافل الذكور

 لا ذمة ولا عهد

 

طالما أن الطموح فوق هامة الشرف الرفيع

 فهي لا تخشى احد

 

 

أشبعوها مديح وثناء

 

وصفقوا لها في تلك المحافل

و أغرقوها بالمزيد من الإطراء

 

تنحني لتتقلد الأوسمة

وتلتقط الصور على أكتاف الغرباء

 

وكل رجلا من هؤلاء محارمه

خلف جدران بيته يلفها الستر والحياء

 

 ولكن الأمر مختلف هنا

شرف الغير  أن هتك

 ما ألحق عاره ألا الأقرباء

 

يجتمع الذباب على موائد

 كشف عنها الغطاء

 

وينال النتن من جيف

تناوشها الكواسر في العراء

 

لا تجرؤ الضباع على أشبال الأسود

 وتقتنص شرود الجراء

 

 

اتخذتك شرفا رفيع

وأنت من جعل شرفه وضيع

 

تتمايلين على زنود الرجال

كل رجل نال منك ما يستطيع

 

تموت العفة عند بابك

و يهجرك الشرف الرفيع

 

 لا يلام رجل افسد

 إن كان بأجساد النساء يشتري و يبيع

 

تظنين بأن جمالك سيشفع لك عندي

 

وبأني سأتغطى عن موت الحياء لديك

 واقتل الغيرة في قلبي

 

 واتبع خطاك أينما تذهبين

وألف رجل خلفك ينبح في ظلي

 

أنا رجلا لا يشاركني في كأسي احد

 فكيف بفمك الذي كان يروي

 

 

تعاف النفس كل شي قذر

 

الدر في أعماقه

وأكوام من الأوساخ ما يلفظه البحر

 

الجواهر خلف جدران محصنه

وفي الشوارع تجد الحجر

 

كل شي ذو قيمة نادرا وجوده

والرخيص متاح لكل البشر

 

 

حياتي كانت في راحة كفك

 

وعمري كان بساط احمر تحت قدمك

 

والدمع مباح لك متى كان هجرك وصدك

 

والشوق يجرني إليك متى طال بعدك

 

حين كنت غالية

 أرخصت لك كل هذا

 أعطيك وأموت لأجلك

 

 عذرا الآن كل شي سيكون

 على مستوى قدرك

 

ما ولغت الكلاب في أناء

إلا رميته في مذبله التاريخ مثلك

 

 

من رحم الحياة يولد الكثير

 

حب معاق وأخر بالحياة جدير

 

ونحن من نقدر في العمر

 أيهما بالبقاء أحق من سواه

 

فتلك الأيام تعقد في نواصيها سر الحياة

 

العفة جمال النساء دونه جمالك يفقد صباه

 

وتشق تجاعيد الدناءة في محياه

 

كل مجدا بني فوق ركام الحب

سيسقط فوق من بناه

 

عزيز النفس لا يبكي

على حبا خاناه وقلب جفاه

 

كان كل مطلبي في هذه الحياة

 

امرأة مصونة

لي وحدي تضع احمر الشفاه

 

والكحل في عينيها لي وحدي أراه

 

و العطر على صدرها

 وحدي من يشم شذاه

 

فماذا تركت لرجل احبك إذن ؟

 إن كان كل هذا لسواه

 

أحب من النساء من كانت لي وحدي

 وأهوى من الخلان من يخن عهدي

 

أنام ملئ أجفاني

لا أخشى خنجر يغرس في ظهري

 

على كفها الأيمن أضع روحي

 وبكفها الأيسر سنين عمري

 

أن الأمان بالحب هو الحب ذاته

هذا ما أعطيته أنا

 والخوف منك ما جناه قلبي

 

كيف آمنك على قلبي

واثر فأسك جرحا غائر في صدري

 

 

 

على ارصفه الشوارع زهور كثيرة

 

تباع وتشرى بدراهم قليلة

 

انتظري دورك فقط

فأنت ما زلت جميلة

 

 

(الملك)