(( بذور الزهور ))

 

جميلة الحياة 

حينما لا يعكر صفوها حب وغرام

 

تحيى سليم من الأذى 

أو مشاعر غيرة تنخر في العظام

 

أو انتظار وترقب لسعادة مرهونة 

في قبضة أنثى تعشقها حد الهيام

 

تمنحك وتمنعك متى أرادت 

عطاء تحت تهديد الفطام

 

تشرق عليك ضياء تارة 

وتارة تسدل عليك ديجور الظلام

 

تروي حقول الهوى

 متى أرعدت وأبرقت مشاعرها

 وتجدب شهور مشاعرها كل عام

 

ما حاجتي لحب يمنحني وجودها 

متى بخل عليها غيري بالغرام

 

وكأني كتاب منسيا فوق رفوف النسيان 

يمسح عني غبار الأيام

 

اطلب الحنان 

أسوة بالمسح على رؤوس الأيتام

 

 

ها أنا ذا دون حبا يستوطن كياني

 

أنام ليلي ملئ أجفاني

 

واصحوا فجرا دون انتظار يحرق أشجاني

 

أو خيال يملى عالمي ضجيجا 

و يحشر نفسه في عالم نسياني

 

لا غيرة تعكر صفو حياتي

 أو رجل أخر يحتل مكاني

 

 

ها قد اقترب العمر من حدود الأربعين

 

استنفذ الحب مني أجمل السنين

 

وأبقى لي سنين أخرى تعد بأصابع اليدين

 

وكأن بي حياتي راهب عن النساء 

أوسائر في قوافل الزاهدين

 

ما يزعجني أن العمر راح هباء 

لما أنال منه سوى تعب السنين

 

لو كان الهوى في محله 

لكنت رجل ذو زوجة وبنين

 

ولكن الشقاء رديف الهوى 

يقطع وريد و يعجن بالدماء الطين

 

يرقع جراح الصدر بالاعتذار

 وبمشرط الغيرة يشق الشرايين

 

لا ضير معها متى كانت الأوجاع مهلكة

 فالروح روحي والاه والصراخ والأنين

 

 

هي حياة كانت وانتهت

سألملم بقايا ذاتي وروحا مزقتها الجراح

 

و ادفن ما مات مني

 واعد الذي مازال حيا بسعادة وأفراح

 

سأشق طريقي بين قبور الموتى

 وسأعلن الكفاح

 

ولسان حالي يقول 

أن الذي راح قد راح

 

 

يحكى أن ملكا جمع ألف امرأة في حدائق قصره

و أعطى كل واحدة منهن بذور زهور

 

وقال لهم : 

على كل امرأة أن تزرع هذه البذور

وبعد شهر سنرى أي الزهور أجمل 

 

وبعد شهر اجتمعوا في حديقة القصر

 

فكانت كل الأوعية فارغة من الزهور

 

سوى امرأة واحدة تحمل أصيص فيه زهور حمراء

وقد ارتسمت على محياها ابتسامة ماكرة  صفراء

ترمق باقي النساء بنظرات تكبر و ازدراء

 

اقترب منها الملك وقال :-

 

يا لك من امرأة جميلة 

قد تمكنت فعلا من زراعة البذور 

كيف فعلتي هذا ؟؟؟

 

قالت له :-

 

 أنا يا سيدي امرأة غير عادية

لدي من الحب والحنان ما يملئ الكرة الأرضية

ومن الوفاء ما عجزت عنه ليلى العامرية

فما بالك بزراعة بذور 

هذا أمر لا يعجز امرأة مثلي سيدي

 

 

قال لها الملك :-

لكني أعطيتكم بذور ميتة !

فأبدلتها أنت ببذور حية


تسعمائة وتسعة وتسعون امرأة صادقة

ووحدك أنت الكاذبة 

  

امرأة استبدلت رجلا برجال

فما بالكم ببذور زهور 

 

 (( الملك ))