(( دخان سيجارة ))

 

في شرعي من يخرج من حياتي لا يعود
وهي حاولت أن تعود ! تظن بأني على حبها المعهود ! مسكينة 
لا تعلم بأني قد نقضت كل العهود 

هل تذكرين ؟ نعم انك تذكرين
ولكنك توهمينني إنك لا تذكرين

هل تخافين ؟ نعم انك تخافين 
فالخوف دائما يملئ الخائنيــن

لماذا هجرتني ؟ لأني فقير بائس ؟
وما ذنبي هذا قدر رب العالمين

تعلمين 
نعم أنت تعلمين
بأن الحب لا يخضع لقانون
يفرق الفقراء و المترفين

لماذا إذن أحببتني ؟؟
هل لتفخري بأني شاعرك ؟ 
بالحب و الشعر تساوميـن

هل كفاك فخرا بأنك أصبحت ملهمتي 
وبأنك بطله لكل قصائدي تمثليــن

ماذا أغراك في غيري لتهجري؟؟
المال ؟ أم الجاه ؟ أم منصب تتقلديـن؟

ألا يكفي إني نصبتك ملكةُ على ملــك ؟؟
وبأني تنازلت وأنخــت لك الجبيـن

ألا يكفي بأني عاهدك على حب يدوم 
وأنت عهد الحب لديــك كلعبه تلعبيـن

ألا يكفي إني عفت النوم دون خيالك 
وأنت في نومك بغيري تحلميــن

من تكونين لتستبدلي حبي 
تلبسي طوق شوك 
وتخلعي طوق ياسمين

أتظنين انه يحبك مثل حبي ؟؟
كلا وحاشا
مثل حب الملك لن تجديـن

قالت : –
اذهب بعيدا حتى لا يراك حبيبي
فيجعلني عن قلبه من المبعديــن

وسوف أدعو لك من كل قلبي
أن تحب فتاة غيري تعوضك عذاب السنيـن

تعلم الآن إني أصبحت حبيبة رجل آخر
ألبسني الحرير وقلدني الدر الثميـــن

من بعيد اقبل حبيبها رجل في عقده الثالث
أو قد يكون تجاوزه ببضع سنيـن

رآني أكلمها خفيه ارتاب وشك في أمري 
سألها من يكون هذا الذي تكلميـن ؟

لم تتردد فقالت :- ألم أخبرك ؟
انه أخي من الرضاعة !
ماكرات نساء العالمين

في الغد القريب ..
تنائي لمسمعي 
سوف يتزوج ذاك الرجل ذو عقده الثلاثيـن

فأبيت إلا وان أكون أول الحاضرين زفافه 
لأراها أخر مره وانعي العاشقيـن

أقبلى من بعيد بالكاد أراها 
وهي تقترب متأبطة ذراعه 
بشوق ولهفه و حنين

يا ألهي !!!!!!!! 
إنها ليست هي 
فأين هي أذن من كانت لي 
العشق و الحب الدفيـن

فتحركت واقفا أشد الخطى
نحو مكان اعرفه جيدا
رأيتها تبكي بكاء النادميـن

احترمت صمتها و بكائها
فأقفلت راجعا لو لا أن قالت:-

كنت اعلم انك آت لتعزين

ألتفتُ نحوها 
فإذا هي واقفة وعينها غارقة بدموعها
تسمحها بكلتا اليدين

قلت لها : – مالذي جرى بينكما ؟
قالت :- احب غيري ورماني لشوارع التائهيـن

ضحكتُ شماتة ً بها وكيف لا اضحك 
وأنا أرى من هجرتني تعزف لحن حزين

ارتشفي و تذوقي من كأس هجرك 
تمنيت من زمان منه قليل تتذوقيـن

أنتهت هنا قصة عشقي لها
وبدأت قصتها 
أبطالها

دمع 

وحزن

وسر دفين

أكلمت دربي بعيدا عنها 
لو لا أنها امسكت بي بكلتا اليدين

قالت :

ترفق بي يا حبيبي عمري
واذكر عشرتي معك تلك السنين

حين وسدتك يوما صدري 
وتحملت عبثك المشين

أتذكر كما مرة وهبتك شهدي
وسكرت معك من كؤوس العاشقين

أتذكر ليلة بكيت فيها معي
خوفا من فراقا قد يشتت جمع المحبين

بعد اليوم لن يكون هناك فراق بيننا
اعاهدك أن ابقى معك الى أبد الأبدين

صرخت بها :-
أتركي يداي مثلك لا تسحق لمسة مني
ولا قلبي يشفق على قلبك المسكين

سحبت يدي من يدها بكبرياء 
فسقطت تتمرغ في الطين 

فتشبثت برجلي وقبلتها ومضت تبكي
بكاء لم أراه يوما عند احد من العالمين

مسكتها من ذراعيها وأوقفتها 
ومسحت التراب من على وجه كالقمر المبين


ابتسمت المسكينة ماذا تنتظر مني ياترى ؟
أن أضمها ؟؟ إنها إذن أكثر المتفائلين 

أخرجت سيجارة وأشعلتها 
ونفثت دخانها في وجهها بغرور المتجبرين


قلت لها :-

حبك أيتها الأنثى كهذا الدخان 
تلاشى في أثير الهواء فلا يبين

وأنت كسيجارة قبلتها ورشفتها
أتعرفين أين بعدها مصيرك اليقين؟

ألقيت سيجارتي في الارض وسحقتها بقدمي
وقلت لها : هكذا أنت تحتي أقدامي تـُسحقين

مضيت عنها تاركاً جسدها يهوي 

ويهوي ويهوي الى الطين

فمنه خـُلقتِ   و إليه ستـنـتهـين

(( الملك ))