الثلاثاء , أبريل 30 2024

(( دموع عند مذبح الحب ))

 

 

على مذبح الحب

 

 

كم من رقاب للحب قد اجتثت

 

وانتزعت من الصدور قلوب عاشقين

 

وجلدت ظهور المحبين

 

 

وهتكت ظلما عذرية الوفاء

 

وصلبت مشاعر الإخلاص والنقاء

 

 

 

على مذبح الحب كثيرا من النفوس قتلت

 

باختلاف الأسباب أهـُلكت

 

 

 

فأصبح مزاراً يقصده المـُيـتــّمون

 

أو من بقيت نـُصل الغدر في ظهورهم تغور

 

 

 

وكثيرين من الحمقى مِن من َ صدق الغرام فتبعه

 

  

وأنا أيها السادة مِن منَ يقدسون الماضي الجميل

 

فهو ما بقى لي في هذه الحياة

 

من بعد أن اعتزلت كل شيء جميل

 

 

 

وحيث ذبح الحب هناك عند مذبح الحب

 

اتخذته مزارا

 

آتي إليه لأحُيي طقوس قد تكون مريبة

 

قد تكون غريبة

 

وقد تكون عجيبة

 

 

  

هنا أيها السادة اقتيد حبي وغرامي

 

تـّـلوه للجبين وذبحوه من الوريد للوريد

 

 

 

لم يكن ذو ذنب عظيم !

 

 

كان ذنبه أن القدر خالفه

 

رسم له قدرا غير الذي أراده

 

 

كان يتعلق بالآمال تارة

 

وبالدعاء تارة أخرى

 

 

يبكي حين تطحنه الظروف برفضها

 

و يضحك حين ينبثق نورا أمل من ثنايا فجرها

 

 

 

 

فكان مؤمنا بالقضاء

 

مدركا ً أن الأمر بيد رب السماء

 

 

 

فبقيت الآمال ملاذه

 

والأحلام حباله وشراعه وقوارب نجاته

 

 

 

كم عواصف وأمواج حطمت مراكبه

 

وكثيرا ما أخذته بعيدا عن مراسيه

 

 

 

 

تاه الحب أيها السادة شهورا ً ودهورا ً

 

في خضم بحرا مهولا ً

 

 

يهتدي بالنجم إن كان حظه سعيدا ً

 

وأن تلبدت السماء بالغيوم انكب يبكي وحيدا ً

 

يشكوا القدر ويعد نفسه بيوم جديدا ً

 

 

 

وكلما أشرق عليه صباح جديـــــد

 

تحسس من شعاع شمسه أمل فريد

 

 

 

 

وهكذا

 

 

بقى الصراع بين الأمل والضياع

 

بين القمة والقاع

 

بين كل نقيضين سكنوا خلف الأضلاع

 

 

 

هذا بكل بساطه ذنب الحب أيها السادة

 

 

ومع هذا نـُصبت له محكمة صورية

 

القاضية فيها ( حبيبتي ) !!

 

فأين العدل إن مثلت القاتلة دور الضحية؟

 

 

وفي غضون شهور قليلة صدر الحكم في هذه القضية

 

أن يذبح الحب ويصلب جسده في ليلة قمرية

 

 

أيها السادة هذه المحكمة لا تقبل أي استئناف

 

فأحكامها غير قابلة للنقض !

 

أليست هذه بسخرية ؟

 

 

 

فكان الحُكم نافذا…. جدا

 

لم يدعوه يرى القمر بدرا

 

 

فقد ذبح من الوريد للوريد غدرا

 

 

 

 

مات أيها السادة الحب فجرا

 

فقد بقى ينزف طوال الليل نزفا

 

 

أشهدكم أيها السادة بأنه لم يبكي أو يتوسل ألما

 

ولم يترجى الرحمة أبدا

 

بل كان صبورا فهو يعلم بأنه أخذ غدرا وظلما

 

 

 

 

هذه الليلة ممطرة جدا

 

أدثرت تحت معطفي الطويل

 

 

لم يمنعني برد الشتاء ولا عواصف هوجاء

 

ولا تلك الرعود والبرق في السماء

 

أن أيمم صوب مذبح الحب في المساء

 

 

الأرض موحلة والصخور صارت ملساء

 

 

سقطت مرات

 

وقمـــت

 

فأكملت المسير

 

 

فلن يمنعني عن زيارتك

 

أيها الحب المطر الغزير

 

 

 

 

وصلت إلى مذبح الحب

 

 

جثوت على ركبة واحدة

 

وأخرى تأبى أن تجثوا

 

كبرياء وغرورا على ما يبدو

 

 

وضعت يداي على وجهي

 

ونـّـكست صوب الأرض رأسي

 

وأغمضت عيني

 

 

ومضيت في ترديد تراتيل غرامي

 

وأحاديث هيامي

 

وذكريات أيامي

 

 

 

ساعة زمنية انقضت

 

وأنا مازلت في طقوسي

 

 

لكني لم أتعب من جلوسي

 

 

 

كان الحقد والكره يوقدان في صدري جحيم

 

فبأي حق يذبح حبي ويصلب دون ذنب عظيم

 

 

قبضت يدي بقوة

 

كادت أن تتكسر معها عظام أصابعي

 

 

وزرعت قبضتي في الوحل بعنف

 

فتلطخ بالوحل يدي ووجهي وشفتي

 

 

فسالت دموع قهري غسلت وجهي

 

وسقطت على الوحل تروي حكاية عمري

 

 

 

ومع كل دمعة ترتوي الأرض غضبا ً

 

فتنبت الأرض شوكا ً

 

شوكا يدمي قلب قاضية الغرام التي حاكمتني ( حبيبتي )

 

فحكمت بإعدام حبي تجبرا وظلما

 

 

عسى أن يجعل الله كل شوكة نصل سيف

 

يشتك في صدرك

 

ويصل إلى قلبك

 

وأخرى في نحرك

 

 

لتذوقي وبال ظلمك

 

وجرمك

 

حين مكنك الزمان مني

 

 

 

 

مددت يدي لجيب معطفي

 

 

أخرجت زهرة جورية

 

حمراء

 

ربما تكون قرمزية

 

 

غرستها بجانب مذبح الحب

 

 

اقتلعتها الرياح الهوجاء

 

 

فأمسكت بها قبل أن تطير عني في الهواء

 

 

غرستها حتى ميسمها

 

فاستقرت في الأرض خضوعا ويأسا وخوفا ً

 

 

أقفلت راجعا من حيث أتيت

 

 

وخلفي يقبع هناك مذبح حب

 

 

و ورده حمراء

 

 

وبقايا

 

 

بقايا

 

 

 

دموع لم تجف بعد

 

 

 

 

 

 

 

(( الملك ))