(( ذات الخمــار ))

 

يا من لأجلها تمردت كل الفصول
فأثلجت في الصيف
وسكن الحر الشتاء

و أزهرت الزهور في الخريف
وصار الربيع يمطر أوراق الشجر

يا من لأجلها غادرت نجمة من المجرة
تركت السماء وسكنت عينيك هذه المرة

يا من لأجلها هجر النحل كل الورود
ومضى حثيثاً يبحث فيك عن الخدود

يا من لأجلها جفت البحور وكل ما فيها هلك
فترك اللؤلؤ الأصداف وسكن في ثنايا فمك

يا من توارت كل الطيور والعصافير حياء
حين سمعت صوتك آهات ونشوة ورجــاء

يا من جعلت للماء رديف له في الحياة
فأنت لي كل المياه
ومن أجل هذا ينبض بي حب الحياة



بين عينك ليل طويل
وعلى صحن خديك ورد جميل
تصهل خيولي عليه صهيل

يغادر ليلي ويأتي نهاري
وأنا ما زلت كما أنا يميد بي جنوني
وأحث خطى خيلي نحو بوابة المستحيل
محاطة هي بكل ما هو جميل

وتقدح حدوة خيلي على خدودك شراراً
وتشعل في أنفاسك لهيب جميل
يحرق وجنتني ويصهر ثلوجي
فتمطر على شفاهك مطر جميل

تحيطني ذراعيك فأدفن بعضي في بعضك
ويختزل العالم نفسه بين صدري وصدرك
ويفوح في الأثير روائح عطري وعطرك

اعصر صدرك عصراً
و أدفنك فيّا دفناً
لتختفي كلك لا بعضك في حدائق وجدي
وتشتعل فيك أنفاس الهوى
وتترنم ألحانك عشقا وهوى
ولسان حالك صامتا غير أن أنفاسك تشكو الجوى


فأهجرك صدرك قليلا ً.. لأسافر طويلا ً
اشد الرحيل نحو بوابة المستحيل

أريد أن أحطم الأسوار
واكسر الجدار
إني ابحث عن الأنهار
من تحت
الخمار

في عينيك شقاء وفيها الرجاء
وفيها الرغبة والجنون والحياء

مالي أراك تهذين بين يدي
ويغادر صمودك أرضك
فينكشف قلبك لسهام جنوني
وتتخبط أنفاسك لتعانق أنفاسي
ليسكن فيك كل إحساسي

اغرسي أظافرك في جسدي
مزقي ما تريدين من أوردتي
قطعي إن استطعتِ شراييني

وسكبي دمائي تحت أظافرك
ولتجري بين أناملك

افعلي ما تريدين بي
فما عدت اشعر بنفسي

هل أنا ذو ألما ً ؟
أم مات الألم في جسدي
وسكن بي عشقي ووجدي؟


ادفعيني للبعيد
فلن اذهب للبعيد
حتما إليك سأنطلق من جديد
وسأبدأ من البداية وسأنتهي
في مكان جديد

بوابة المستحيل ما زالت تعلن الصمود
وتزرع الألغام في دربي وتسور نفسها
بنفسها بعتاد وجنود

وما زال الكر والفر حولها
والمعارك فوقها وتحتها
وسهام طائشة تنغرس في جنبها
لكنها تأبى ألا الصمود



يا أنثى الوجود
والصمود

أبواب المستحيل لا تصمد أمامي
يوما ستتحقق كل أحلامي

يوما سأحطم أسوار شفتيكِ
وأفك لغز الدخول إليـكِ

يومها لن تكون هناك سـدود
ولن يجدي معي حـُفر و أخدود

سيختلط دجلة والفرات

 

(( الملك ))