الإثنين , مايو 6 2024

(( زائـــر الفجـــر ))

 

 

قصة قصيرة 

 

 

بلغ به الشوق مداه

 

لغرام ترادف عليه من صباه

 

والمحال غرس رمحه في هواه

 

طال البعاد وحبه عجز أن يراه

 

فقرر أن يسري في دجى الليل يقفر ثراه

 

وصل إلى قصر جدرانه

 تناطح في الطول سماه

 

وكلاب تنبح في داخله

 تشق صمت الظلام 

وتعكر صفو دجاه

 

تسلق الجدار 

ثم رمى نفسه في باحة القصر

 وتلفت حوله 

يطمئن أن لا احد يراه

 

وتسلل خفية لمخدعها

 والقلب دليله و هداه

 

 

رغم الضوء الخافت في مخدعها 

ألا أن وجهها كان كالبدر في سماه

 

ومضى يتأملها بصمت 

و نفسه تراوده لقبلة من تلك الشفاه

 

لكنه آثر الصبر على أن يوقظها

 فتصرخ حين تراه

 

وحين دنى الفجر معلنا وقت الصلاة

 

تسلل خارجا بهدوء 

بعد أن اشبع شوقه و بلغ مبتغاة

 

فإذا بالكلاب تنبح معلنا

 أن لصا قد اقتحم القصر وتشد الانتباه

 

فستتيقظ الجميع على نباحها

ويلقى القبض على احد الجناة

 

وفي الصباح يساق العاشق المسكين

 لمحكمة الحياة

 

قضاة يحكمون بما سيسمعون 

من اعترافه وما الذي جناه

 

وكي لا يفضح حبه وعشقه 

اعترف طوعا بأنه لصا

 يريد أن يسرق ما ستقع عليه يداه

 

وبرر سرقته بأنه فقير

 لا يملك مالا ولا جاه

 

وبعد المداولة بين القضاة

حكمت المحكمة بقطع يداه

 

و هذا ما تم فعلا

ليدفع ثمن شوقه بتر يداه

 

الأمر يستحق يا سادة

 

فهو سيدفع حياته كلها

 لأجل هذه الفتاه

 

انتهت الحكاية ولم تنتهي الحياة

 

 

(( الملك ))