الإثنين , مايو 6 2024

(( صرخة الحياة ))

 

 

قالت لي :-

تلك الحياة موحشة


فيها نفوس متوحشة


إياك أن تخرج من حياتي 

فتلاقى قلوب ميتة


لا تعرف الرحمة فتلقيك في التهلكة


أنا كل الحياة التي تريد 

فأغمض عيناك علي 

وغض الطرف عن كل أسماء مؤنثه


أعوام مضت في سجون عشقها خوفا 

من حياة قالت لي عنها بأنها قاسية

 

ومشاعر الحب فيها زائفة والوفاء بالية

 

رغم الأوجاع في حياتي 

إلا إنها أقسمت بأن الحياة معها مثالية

 

وإنها تعشقني حقا 

وأن شطحت بي نحو العذاب في كل ثانية

 

تغلق علي أبواب الحياة 

وتسدل علي ستائرها الزاهية

 

تتركني شهور اشرب دمعي 

واقتات من ذكرياتي الباقية

 

وحين اسمع دوران مفتاحها في قفول حياتي

 أنسى كل أوجاعي الماضية

 

فأرتمي على صدرها كطفل

 فطم قبل أن يكمل سنته الثانية

 

فارتوي بعض قطرات من فمها

لا تروي خلايا روحي الفانية

 

ليعود دوران المفتاح من جديد 

معلنا نهاية اللقاء 

وبداية حياتي الخالية

 

 

يا ترى ماذا يوجد خلف هذه الجدران الأربعة؟

 

أحقا حياة قاسية؟ 

فما الذي أنا فيه أذن؟ 

الجواب يكمن خلف هذه الجدران العالية

 

 

أحدى  عشر عاما 

والقيد في معصمي

 

والحب الذي أناله منها 

بالكاد يعرفه دمي

 

تموت الآهات في حنجرتي 

وتبكيها صرخات من فمي

 

لم اعد اذكر متى كانت أخر مرة

 ارتسمت بسمة على مبسمي

 

 

الحب موت صغير

 

مشاعر مقرفة وشوقا مرير

 

لو عاد بي الزمان للوراء 

 لما منحته من حياتي جزء يسير

 

لكن هي الأقدار  

من تلقي في دروبك قلب حقير

 

تلتقطه وتسكنه صدرك 

ولا تدري بأنك تربي شر مستطير

 

يكبر رويدا رويدا و يستعمر حياتك

 كيفما يريد و كيفما يصير

 

يأمر و ينهي 

وطاعته واجبا كبير

 

يزج بك في حروب مع الذات

 ينتصر دوما في الأخير

 

كل شي لا يتفق مع أهوائه

 يعد جرما خطير

 

متى شاء و هبني الحب إلى أن ينتشي

 ثم يركنني فوق رف كبير

 

من آمن بالحب حقا إلا مغفلا 

صدق بأن الذئب يعطف 

على الظبي الصغير

 

 

للحرية ثمن غالي علي أن ادفعه

 

اقتل الحب والمجد على جثمانه سأرفعه

 

سافك قيودي وأن كلفني الأمر

 معصمي أن اقطعه

 

وعلي أن اهدم تلك الجدران الأربعة

 

واهرب بعيدا واصم أذاني

 عن أي رجاء قد اسمعه

 

 

ما أجمل الحياة الآن

 

اشعر حقا بأني إنسان

 

كبرياء مصون وكرامة لا تهان

 

لا دمع لا شوق يقتلني 

ولا رفوف نسيان

 

رأيت النساء أخيرا

 جمالهن أشكال وألوان

 

وعرفت أن ألف امرأة تعشقني 

بلا حدود لزمان أو مكان

 

تبا لي .. 

فأي حياة كنت أعيشها

 بين مطرقة وسندان

 

 

صرخة من رحم الحياة

 تعلن بأني ولدت الآن

 

 

(( الملك))