الثلاثاء , أبريل 30 2024

(( عشق الأيادي ))

 

المكان / سينما سيني ستار ( دبي سيتي سنتر )

أين المفر في هذا المساء المكفهر ؟


وألق الضيق قد استحوذ على عقلي والفكر


مساء سيء كيوم أسوء ليس غريب علي


فمنذ متى كانت أيامي تطفح بالجمال ؟؟

سحقا

أين أذهب ؟؟؟

هاتفي يرن !؟؟

من هذا الرائع الذي عرف حالتي لينتشلني مما فيه

جاوبت الاتصال فإذا هو صديق قديم

يدعوني لمشاهدة فيلم في السينما

فليكن .. وافقت دون تردد


من الجيد أحيانا أن نستمتع بكذب البشر

من خلال سيناريوهات تافهه وقصص أتفه

وخيال لا يرتقي حتى لمستوى الدينونة الصغرى


كنت قريبا من السينما فسبقته إليها

بعد درت ألف مرة حولها لأجد أماكن أقف فيه

أخيرا وجدت موقفا

فهذا الغبي الذي أمامي

ظن بأني سأكترث لإشارة الانعطاف التي أعشى بها عيني

والتي يريد بها أن هذا الموقف محجوز له.


أوقفت سيارتي ونزلت فرأيته يشتعل غضبا مني

ابتسمت له بهدوء وقلت :

أتمنى حقا أن تجد موقفا في ظل هذا الازدحام

أنصحك بأن تحاول مجدداً فليس كل البشر مثلي

فحتماً هناك من سيقدر أضواء إشاراتك

دخلت السينما

يا إلهي كما هم كثيرين هؤلاء البشر

هل الكل يستمتع بهذه الأكاذيب والتفاهات

وشيء من مهاترات وإرهاصات

قطعت تذكرتين على أمل نحن اثنين

وجلست هناك حيث امرأتين وطفلتين

يرتشفان عصير من كأسين

والى الجانب الأخر شابين شعرها يسقط على الوجنتين

وعلى صدروهما وردتين وقلادتين

و ملابسهم تخجل العين

وهناك أيضا فتاتين على طاولة فوقها هاتفين وكوبين


صرخ هاتفي معلنا أن احد يطلبني

فإذا هو صديقي الذي وبكل برود قال لي :-

أنه يعتذر عن الحضور

وذلك لأستجدد في بعض الأمور

وأن عليه أن يبقى مع زوجته لأن أبوها على وشك الحضور


سحقا كم مرة قلت له لا تتزوج

أبقى مثلي حتى لا تبقى أسير واجبات وقوانين ودستور

هكذا إذن سأدخل لوحدي

لا جديد في الأمر

من سنين وأنا أبحر لوحدي ليس معي إلا ظلي

ألقيت بالتذكرة الأخرى على الطاولة وذهبت

لعل احد يأخذها فأكون قد عزمته على الدخول دون فضول.


دخلت قاعة السينما


ظلام في ظلام

رائع الجو يذكرني بخيالاتي والأحلام


فاجأتني فتاة شرق آسيويه

أخذت مني التذكرة وأشارت إلي أن اجلس هنا في المقعد رقم 16

شكرتها ببرود وجلست أتابع الفيلم

(أتضح لي فيما بعد أنها دعاية لهاتف جديد )

فتاتين كأنهن الأقمار

وبينهم أخرى كأنها شمس النهار

أميرة بكل اقتدار

يقتربن أكثر وأكثر إلى أن تأخذهم الأقدار إلي في الجوار

على اليسار جلسن فإذا الجو يفوح بعبق الفل والأزهار


فإذا تلك التي كشمس النهار تجاورني تماما

حولت أن الجم نفسي إلجاما

وأن لا أنظر إليها إلهاما

أو ادقق النظر في جمالا كسر وحطما ظلاما


فبدا ما حولي يشع بجمال وجهها وبياض يديها

ورمش عينيها الذي يكاد يلامس حاجبيها

سحقا… يا لها من ساحرة هذه الفاتنة

ليتني اتخذت غير هذا مقعد

فقد بدأت أتلاشى أمام أروع مشهد

وبدأ الفيلم


أو هكذا قيل فقد سمعتها تهمس لصديقتيها: –

سيعجبكم اختياري فقد بدأ العرض

في الحقيقة لا اعرف ماذا يدور من أحداث

فأنا في حالة عدم اكتراث

فقد سكرت من جمال أروع وأجمل الإناث.


مددت يدي أريد يدها

سحبت يدها

نظرت إلي وقالت:

هل أنت مجنون ؟؟

أجبتها:

وهل كل من يحبك مجنون ؟؟

أردفت:

ماذا دهاك ؟؟ أمرك اغرب ما يكون

قلت:

لا تأخذك بي الظنون ! فأنا بعشقك مفتون

قالت:

منذ متى تحبني ؟ وهل الحب يأتي من كلمة أو نظرة حنون

قلت:

بل أنا أعشقك صدقي أو لا تصدقي هكذا الأمر كان وسيكون

قالت:

ويحك لا تكررها .. فأنا لست ليلاك يا مجنون

امسكت يدها عنوةً وقلت لها بجدية :

ستكونين إن نامت يدك بيدي وأغمضتِ على عينيك الجفون

تركت يديها إلي فضمتها يدي فخلت أن الشمس في كفي تدور

والعشق أمطر من يدي سيولاً ما جرت على مر العصور

وتهجت أصابعنا العشق كما تتهجى النحل أسماء الزهور

وتلاشينا من وجود اليوم إلى دنيا غاب عنها كل الحضور

كلانا قبل أن نمد يدانا ميتا ثم بعد تلاقينا أحياه الشعور


وهكذا مضينا في عناق الأيادي وصدري لصدرها يثور

وكل جنون العشق استوطن في قلبي ومد فيه الجذور

فاتحا عيني أنا

لكني لا اعرف مكاني

أو زماني أو ماذا اعتراني

انتبهت فجأة فإذا لا وجود لكل الحضور !!

ورجلا واقفا بجانبي يقول لي :

سيدي لقد انتهى العرض وخرج كل الحضور

ونحن ننتظرك خروجك كي نستعد للعرض القادم

رمقته بسخرية وقلت له:

اعرف … اعرف … هل تظنني نائما ؟؟

كان أروع فيلم عشته في حياتي

بالمناسبة ماذا كان اسم الفيلم ؟؟؟

نظر إلي بدهشة ثم قال:

الباب من هنا سيدي

ماذا قلت له هذا الأحمق ليدلني على الباب ؟؟

هل قلت شيء يدل على حماقة ما ؟؟

قبل أن اخرج من الباب عدت إليه مرة أخرى وقلت له:

كانت تجلس بجانبي شمس من ضياء !

وبرفقتها قمران اثنين ! هل رأيتهما ؟؟؟


قال لي :

هل أنت مجنون ؟؟؟

قلت له :

لا .. لكني حتما سأكون.

 

 

 

 

(( الملك ))