الثلاثاء , مايو 21 2024

(( غدر باسم الحب ))

 

لا يهم إن سقطت يوما بين براثن انثى ما يهمني كم انثى ستدفع الثمن ؟

 

 

أحكي لكم حكايـــة من قصص الزمان
قد كان هناك ملك ذو قوة وبطش وسلطان
عاش للحب لاعناً ولقلبه دوما بالحرمان

إلى أن قدر له أميرة أبدع في خلقها الرحمـن
تختال هويناً على بلاط ملكــه وبإتقان

وحين جاورت عرشه انحنت وقبلت يده وقالت بأدب جم:
السلام على سيدي الملك
أميرة أنا دفعها الفضول
وشي من جهل الأمور
ورغبة في اكتشاف مملكتك المترامية
وحدائقها الزاهية
سأبقى إلى أن تأمرني بالرحيل
أو إن رأيت أن وجودي مستحيل

 

أجابها الملك :-
لك هذا أيتها الأميرة 

 

في صباح كل يوم تخرج الأميرة تتمشى بين الزهور
وتنشر في أرجاء المملكة أروع أنواع البخـور
وتعطر الأرض حين تمشي بأغلى أنواع العطور
وتفترش العشب الأخضر لتغفو على أنغام الطيـور

 

تصحو من غفوتها
لتجد الملك واقفا ينظر إليها بشمـوخ
وثقة وجفاف الشعور

 

كان كل شيء جميل فيها فسبحان
من خلق الخلق و ابدع التصوير

 

بادرته قائلا :
السلام على سيدي الملك الماسك بزمام الأمور

 

بادلها التحية وقال لها :
ما أقامتك عندنا ؟؟ هل ينقصك شيء ؟

 

قالت :
لا ينقصني سوى الحظي بلقائكم كل ساعة سيدي الملك

 

أجابها تعلمين :
أني ملك أدير شؤون الرعية واحكم واقضي
بينهم بالسوية واتفقد جيشي

 

تعلمين أن أعدائي يبيتون سوء النية
ولكني أعدك بأننا الليلة سنتسامر سويا وهذا وعد عليه

 

تركها … وقد ارتسمت بسمة لم يعرف لها الملك تفسيـــر
قد تكون بسمة فرح أو خبث لا يهم دع الأمر كيفما يصير

 

في تلك الليلة لبست الأميرة ثوبا أبيض فضفاضا
وأبدعت في تزيين عينيها فتوقدت كأنها سراجا
وتقلدت الجواهر والألماس وكل ما هو وهاجـا

 

إلتقاها الملك عند مخدعه الذي لا سقف له سوى السماء
ومضى يتأمل في سحرها ! وعينان كصفاء الماء
والليل يحتويهما بسكون والظلام يسترهما بخفاء

 

قالت له :
لماذا أيها الملك تلبس التاج وأنت في مخدعك ؟
انزعه ألان ولا تتمادى في خوفك وجزعـك
ليس بيننا عدوا ولا يرانا سوى الله خالقي وخالقـك

 

ومضت تعزف على أوتار قلبه وترا تلو وتر
وتتقاذفه من بحر إلى بحر
وتطعمه من ثمار شجر وشجـر
وتسقيه من ماء نهرا ونهر

 

إلى همست في أذنه :
أحبك أيها الملك الأغــــر

 

لم يدرك شيء سوى أنه في حالة نشوة وسكـر
وبأنه كموجة تتقاذفها الرياح لتصفع به وجه الصخر

 

قالت :
هل لي أن اقبل جبينك عنوان خضوعي لك وتسليمي بالأمر

 

لم يرفض لها طلبا وأناخ له جبينه وأحنى لها الظهر

 

قالت :
ليس والتاج على رأسك أنزعه لننتهي من الأمر

 

نزع تاجه بيديه غافلا عن كل ما هو مستتر
قبلته قبلة بين عينية لم تدع في شموخ الملك من أثر
ولم تكتفي ! فسترسلت على شفاه تسقيه من خمر

 

في الصباح تيقظ الملك مذعورا من نشوة السكـر
فلم يجد تاجه فأدرك أن الأميرة سعت إليه بالغدر

 

فلعن الحب والقلب وكل امرأة من بنات البشـر
ومضى على طريقة شهريار يسفك الدماء كالبحـر

 

هناك على أطراف مملكة الملك المغدور
وقفت الأميرة والتاج بيديها
تتذكر ليلة حين أمنها الملك قلبا لديها
فغدرت به حين أدركت ضعفه أمام جمال عينيها

 

لكنها لم تنسى أنه في يوما سوف يأتي لابسا تاج آخر
وبيديه رماح الانتقام وفي قلبه أميرة أخرى
الوفاء للحب هو كل ما لديها

 

 

 

 

(( الملــــــــك ))