الثلاثاء , أبريل 30 2024

(( في أروقة مستشفى ))

 

 

نظرت إ لي وتأملت

 

أشاحت بوجهها ثم بكلمات تمتمت

 

لم اسمع ما بها تكلمت

 

ثم أعادت الكرّة وإلي نظرت

 

وتأملت ثم تأملت وتأملت

 

 

ثم تبسمت

 

 

وبدأت عني المسير

 

توقفت ثم ألي ألتفتت

 

وكأني زرعت السكون فيها

 

فما فتأت تتحرك إلا ومن أجلي سكنت

 

 

قدميها تطلب المسير

 

وقلبها لدي أسير

 

وعينيها تحدق بعيني يا للبأس المصير

 

 

مكبلة هي بأغلال عشقي

 

قد غلت بسلاسل هيبتي وسحري

 

فأدركت بأنه لا مفر مني إلا إلي

 

 

فأقبلت دون إدبار

 

أو غرور وإكبار

 

 

وفي أروقة المستشفى الأبيض

 

اختفوا كل المرضى وكل البشر

 

فلم يبقى غيري وغيرها من بني البشر

 

أو هكذا تصورت الأمر حين في سحرها أمعنت النظر

 

 

متكأ أنا على حائط صافناً كالخيل

 

مدججاً بغرور وكبرياء تسقط من جبيني كالسيل

 

 

وهي أنثى غير كل النساء

 

تكاد تعانق طولاً سحب في السماء

 

وغنجاً يلفها كأنه ما على جسدها من كساء

 

 

 

 

فجأة

 

 

تختفي المسافات

 

ويختزل الوقت نفسه

 

لأجد أمامي أنثى قد شربت الأنوثة

 

مرات

 

ومرات

 

ومرات

 

ويح قلبي له منها الويلات

 

 

تحركت شفتاها الصغيرة

 

خرجت منها حروف كثيرة

 

كلمات خجولة تتعلق بها نبرات مذهولة

 

قالت :-

 

 من تكون ؟؟

 

 

من تكون يا من سلبت مني نظر العيون ؟

 

مال قلبي أصبح بحبك مفتون ؟؟

 

مال عقلي يعانق آفاق الجنون ؟؟

 

 

واختلفت قدماي مع قلبي

 

فتلك تنوي الرحيل

 

والقلب قد راق له أن يكون لديك أسير

 

 

قل لي أنك لا تقصدني؟

 

قل لي أن كل هذا صدفة من صدف الزمن ٍ

 

 

قل لي يا رجلاً أن الحب لا يأتي من نظرة أو نظرتين

 

أو إعجاب بجمال جسدين

 

أو انه سريع كسيف ذو حدين

 

 

قل لي أن كل هذا هباء

 

قل لي انه مجرد رياح هوجاء

 

ستستكين يوما فليس لها بقاء

 

 

قل لي أنه مجرد همس المساء

 

لن يلقى سوى آذان صماء

 

 

قل لي أنه مجرد نقش على الماء

 

ليس له بقاء

 

 

سكنت مقلتيها في مقلتي

 

وانتهى بها الأمر عندي

 

 

 

 

قلت :-

 تعالي

 

 

اقتربي مني

 

اقتربي حتى تظني أنك أني

 

فليلامس جبينك جبيني

 

وانفك أنفي

 

 

توشحي ذراعي

 

 

نعم هكذا

 

 

اجعليني وسأجعلك جزء مني

 

 

اعذريني فأنا قليلا ما أتكلم بلساني

 

أتركي الأمر للمس اليدان ٍ

 

 

هي أبلغ هي أفصح من حروف تتلاشى بثواني

 

دعيني اهمس لك شيئا

 

 

أنا رجلا ً بلا شهوات بلا نزوات بلا رغبات

 

بلا أدنى حالات

 

 

أنا رجلا ً يحركني حبي

 

ومعه تتحرك سواكن ٍ

 

وأهيم بعدها في بحور عشقي

 

 

أنا اطهر من الطهر نفســـــه

 

أنا أنقى من الماء حين لمسه

 

 

مالك ترتجفين؟

 

مما تخافين ؟؟

 

 

اوووه

 

 

لا تقولي انك تضعفين؟

 

تماسكي فلن يحدث ما منه تخافين

 

 

 

 

قالت :-

 من تكون أخبرني من تكون ؟؟

 

 

لماذا معك تهالكت ؟ وكانت أنوثتي أعتا الحصون

 

تصور كم رجلا راودني عشقا ؟؟

 

 

مائة أو مائتين

 

 

لالالالا

 

 

ألف أو ألفين

 

 

فلنقل مليونين

 

 

فلماذا معك أنت تلاشت أسطورتي؟

 

ومضيت حثيثا ً أطلب منك منيتي ؟؟

 

 

 

 

أجبتها :-

 الحب ليس باب نستأذنه قبل الدخول

 

 

ولا هو متعاقب كالفصول

 

 

أنه كالحياة حين يأتي

 

وكالموت حين يذهب

 

 

ليس بيدك و لا بيدي

 

 

 

 

قالت :-

 أحقا هو الحب ما يلامس أنياط قلبي؟؟

 

 

أكاد لا أصدق !!!

 

 

خائفة أنا يا سيدي مما قد يحل بي

 

 

أخبرني أيها الرجل الواقف جنبي

 

هل أمرك مثل أمري ؟؟

 

هل ينبض قلبك بحبي؟؟

 

اشتاق للمسك فهل تشتاق للمسي ؟؟

 

اشتاق لضمك فهل تشتاق لضمي ؟؟

 

 

اووووه يا ألهي

 

 

ما هذا الذي يجري مع دمي ؟؟

 

اشعر بدبـيـبه في أوردتي

 

حتما هو ليس وحده دمي

 

أنه حبك يسري معه ليسكن في أعماق قلبي

 

 

 

 

همست لها :-

 مثلك أنا قد همت بك من أول النظر

 

 

سأهبك ما لم أهبه لغيرك من البشر

 

 

ما عليك سوى أن تغرسي يديك في صدري

 

اقتلعي أنثى سكنت قلبي

 

أنثى ما كانت لتكون فيه لو كنت أنت في دربي

 

 

اقسم لك لن يكون الأمر صعبا ً

 

قد طردتها منه يوما ً

 

لكنها ما زالت تتشبث بأطرافه عمدا ً

 

 

لا تخافي من الدماء

 

ولا آلامي إن شقت دويها السماء

 

 

هيا افعلي

 

 

 

 

تمد يدها

 

 

تغرسها في صدري

 

 

تقتلع بقايا أنثى كانت في قلبي

 

 

تنطلق شهقة ألــــم

 

 

يتبعهـا نزيف دم

 

 

يراق تحت القدم

 

مع بقايا أنثى تداس تحت قدمي بلا نـدم

 

 

ثم سكون

 

 

 

سكوووووووووووووووووون

 

 

سكوووووووووووووووووون

 

 

سكون تاااااااااااااااااااااااااااام

 

 

 

لا شيء يقطعه

 

سوى آهات رجل وأنثى

 

يتبادلون أجمل القـُبــــل

 

 

 

 

 

 

 

(( الملك ))