(( في غرفتي ))

 

غرفتي كبيرة
فيها كل ما يجعل حياتي مثيرة

 

لكنها من سعادة الحياة مساحاتها صغيرة

 

علي دوما في كل صباح
أن اصحوا باكرا لأصلي فرضي

 

ومن ثم أهندم نفسي

وارش العطور على ملابسي

واحرق الدخون في ارجاء غرفتي

 

وعلي ايضا أن ارتب فراشي
واجمع فوضى تركتها في ليل أمسي

 

وافتح خزانة ملبسي واعلق
بانتظام ملابسي

 

ايضا علي أن اجمع ما استعملته منها
في سلة بحمام غرفتي

 


وقبل أن اخرج لعملي
علي أن اسقي زهور عند شباك غرفتي
زرعتها بنفسي

 

وأيمن باتجاه غرفة امي وأبي
ألقي تحية الصباح
وأطمأن على اعز مخلوقين في الحياة عندي


وعند الظهيرة اعود إلى عالمي
الذي يختزل نفسه في غرفتي

 

وقبلها ألقي تحية الظهيرة على أمي وأبي
وأقص لهم ما جرى عندي
فأتلقى منهما صالح الدعاء يبهج نفسي

ابدل ملابسي
واغسل وجهي

ثم ألقي بجسدي على سرير متعبا
من أداء واجبات يومي

 

قبل أن تأتي سيدة حياتي أمي
لتنادي بأن وجبه الغداء جاهزة يا أبني


كثيرا ما يحدث أني ارفض طعام الغداء
وإن فعلت فلأن الجوع قد بلغ مبلغه مني


اعود بعدها إلى غرفتي تاركا الحياة خلفي

 

لأصنع لي حياة
انا من يمثل فيها دور البطولة وحدي


لربما كانت هذه الحياة بكتاب اقرأه
او خيال يفترس وحشة الوحدة عندي


قد يداعب النوم اهداب عيني
فأمنعه مخافة أن اخسر صلاة عصر
لا عذر لي عند ربي


بعدها تبدأ طقوس الملل
فلا شي متاح لي لأشغل به وقتي


احيانا اجد نفسي مرغما على مجاملة غيري


وعندما يحل المساء اهرب بعد الصلوات
لمكان استوطنه منذ سنين ومعي دفتري وقلمي


وموسيقى تنبش في جراح آلامي

اكتب واكتب وأكتب
إلى تتعب اناملي
وتجف كثيرا اقلامي


وحينما اقرأ ما كتبت
اجد بأني قد اسهبت كثيرا بأحلامي


وبأن حياتي كلها غرفة كبيرة
وأحلام صغيرة
وأقلام كثيرة
وحبا لن يسكن معي
في غرفتي في يوما من أيامي


لأعود من جديد إلى حيث بدأت بالأمس القريب

اهيئ نفسي لصباح جديد

على سرير كبير
ادس نفسي تحت لحاف وثير


اضم وسادتي إلى صدري
وأخرى تحت رأسي


والظلام يغشى كل جزء من اجزاء غرفتي


لتبدأ مرحلة انتظار النوم عله يأتي


إن اتى سريعا اراحني من طقوس خيال اسعد بها قلبي


وإن عاند بقيت طوال ليلي اخدع نفسي


ببعض ذكريات احتفظ بها ترسم ابتسامة على شفتي


في الصباح تبدأ دورة الحياة من جديد

 

مثلما نمت وحيد
اصحوا وحيـــــــد

 

 


((
الملك ))