(( قلب من قماش وقلب من حديد ))

 

 

احبك والليل محدثي 

أن الهوى ظالما لا يعرف للظلم حدود

 

 

ساق لي دلائل الجوى واستشهد بالشهود

 

كم بكيت شاكيا ولطمت الخدود

 

أن ماضيك في الحب مخزيا 

وذاك الحب لا يجب أن يعود

 

كفاني ما رأيت منك من جوى

لا أنا ميت ولا أنت جلمود

 

ارحم في صدرك قلبا شكا

وجسدا أرهقه الصمود

 

استفحل داء الغرام فيه 

فأصبح ينشد الخلود

 

لا خلود في الحب 

طالما الوفاء في متاهات قلبها مفقود

 

من جن عليه ليله باكيا 

سيصبح شاكيا يلعن الوجود

 

في الحياة كل يوم روحا تموت

 وروحا تسري في جسد مولود

 

أن سلمت بأنها أجمل النساء

فأنت لم ترى أنواع الورود

 

كالأعمى لا يرى سوى ظلام 

وفي الدنيا الضياء ممدود

 

اعشق أن شئت سواها 

ولكن ذاك الحب لا يجب أن يعود

 

 

إلا ليت الفعل سهلا

 فأنا اضعف مما تتصور

 

أن جن علي حبها ليلا 

احتويه وأضمه و أتكور

 

أخاف أن أشرق علي صبحا

 لا أجده ابكيه دما وأتحسر

 

هو سر الحياة في دمي يجري

 وفي لب العين يتبلور

 

وكأن الحياة تأبى علي حب سواها 

و ترفض أن يتكرر

 

 

ما زادني فراقها إلا شوقا 

فأعود اطلب وصالها وأتوسل

 

أرضى بفتات حبها

 وارفض عشق سواها يصرخ و يصهل

 

عيناي لا ترى جمال غيرها 

عيناي ترى أنها الأجمل

 

وقلب شطره الغرام يرفض لم شتاته 

ما لم تكن هي من تفعل

 

هي الداء والدواء متى كان الشفاء

 من شفتيها أرشف وانهل

 

إليك عني .. فأنا سقيم الهوى

 لبست عباءة العشق أتجول

 

يشار إلي بالبنان متى مضيت شاردا 

نحو حياة بغيرها لا تكمل

 

 

أترقب الأيام الآتية بحياتي كيف ستكون

 

واعد التي مضت مني

 كيف كانت متخمة بالجنون

 

كيف كنت ريشة في مهب ريحها 

أينما يكون الهوى أكون

 

امزج قراب الصبر باليقين 

عله يزيح عني الظنون

 

واسترق السمع لهمس القدر 

أن الحياة معها لن تفضي لأولاد وبنون

 

فأصم أذني عن واقعا يفرض نفسه

 وأتجاهل أفعال تراها العيون

 

لأني ربيب الهوى ما عرفت غيره 

منذ أن هاجت بي الشجون

 

فأغرقت سفن كبريائي

 وغلت يداي بأغلال السجون

 

إن أتيت أبواب الهروب مشرعة 

لكني من عشق قيد الجنون

 

 

 

ماذا تريد مني؟

لم اعد اعرف وافهم !

 

ما نطق اللسان بحب سواها 

وما تعانق مع غيرها الفم بالفم

 

إن كانت تريد موتي فأنا ميت يتألم

 

وأن كانت تريد لحياتي لذة غرام 

وهبتها دون أن ارفض أو أتكلم

 

جدران حياتي تبنى بالسنين

ومعول في يديها يكسر و يهدم

 

 

فلتمضي بي الحياة كما تشاء

دونها ومعها أنا أتجرع السم

 

 

صمت الليل عني بذهول

فلم يعد يعرف ما يقول 

 

نم أيها الشقي 

نم يا صغير

 

فغدا ستوقظك بهمس مثير

وتعود دورة الحياة من جديد

 

(قلب من قماش وقلب من حديد)

 

(( الملك ))