(( مـــوت سرابـيـــل ))

 

 

ماتت سرابيل 

وانتهت قصة الغرام وكسرت الأقلام

 

فما عاد الملك يكتب شعرا

 أو يقص العشق والهيام

 

 

رحلت إلى مثواها الأخير

 وانتهت حكايات العشق المثير

 

طويت صحف الهوى التي كتبت

وألقي فيها في نار السعير

 

فلا خلود في الحب طالما الوفاء

 قتل بمقصلة الغدر الكبير

 

سنين وأنا أبوح الهوى حروفا 

وأعطي من حياتي العمر الكثير

 

 

سرابيل تلك الأنثى التي لا وجود لها 

كالغول والعنقاء والخل الوفي

 

 

صنعتها بحروفي 

وأتقنت في وصف جمالها البهي

 

 

بالغت في وصف حبها 

حتى صدقت بأنها حقيقة لا خيالا غبي

 

 

فمنحتها أجمل أيام عمري 

ومنحتني أوجاع لا تنتهي

 

 

عشرة أعوام ألهث خلف وجودها

 و هي لا وجود لها

 

 

أتألم أن أوجعتني

 وأن توجعت ابكي لأجلها

 

 

كم من قصص 

جعلت دور البطولة لها وحدها

 

 

و رفضت نساء كثيرات في حياتي 

لأجل امرأة لا وجود لها

 

سرابيل قصة موت معلن 

وتبقى الشكوك تحوم حولها

 

 

هي زائرة الظلام في أحلامي

 

تلقي رأسها على كتفي

 وتطوق ذراعيها حول عنقي تنشد غرامي

 

أبادلها الغرام عشقا 

وأذوب صبابة فيها تصهر عظامي

 

أحبها وأحبها وأحبها 

لا حدود للحب عندي هكذا كانت أيامي

 

فلم اعد أبصر أنثى غيرها 

فكل النساء دمى متحركة أمامي

 

 

امرأة ثلجية تحيا في الشتاء

 

وفي باقي الفصول تذوب في دمي وردة جورية

 

تجري في شراييني و لب القلب عرشها

 والعقل قد سقط في بئر العبودية

 

عشقتها دون أن أدرك 

بأنها مجرد حروف مخملية

 

ويح رجلا أحب خيالا

 واسقط من حياته أنثى حقيقة

 

 

الحقيقة العارية

 ليست بجمال اكذوبه منمقه

 

رفضت الواقع بأن وهما

 وتبعت الأدلة الملفقة

 

وخلف قضبان الحياة كنت متهما 

ومشانق الموت في ساحات معلقة

 

والعدل يا سادة مسجون في زنزانة مغلقة

 

الوهم أن اعتلى عرشا 

سيتدلى الواقع ميتا على حبال مشنقة

 

سرابيل و هم الحياة الذي يعشقني واعشقه

 

 

ماتت سرابيل 

والموت نهاية الحب والغرام

 

أغلقت دفاتري وكسرت الأقلام

 

و نهرت الليل أن يأتي بها

 متى حل الظلام

 

واستعذ من الشيطان الرجيم 

متى راودني المنام

 

باسم الله تعالى سأغفو 

حتى لا تزورني بالأحلام

 

سأقطع عروق الوصال 

وأجفف منابع الكلام

 

سأبتر أصابع يدي 

أن راودتني يوما في مسك الأقلام

 

فقد آن الأوان أن أحيا بسلام

 

 

يزعجني برد الشتاء

 

لطالما كنت أدس جسدي في جسد سرابيل ليلا 

واصحوا على واقع وسادة حمراء

 

من كان يدفئني أذن؟

سؤال لا اعرف له جواب للآن

 

سرابيل ماتت

 

من سيدفئني هذا الشتاء؟

 

 

(( الملك ))