الإثنين , مايو 6 2024

(( وأنــت معــه ))

 

 

وأنت معه

 

تـنـتـهك المواجع مشاعري

وتستهل أمطار مدامعي

وتقض الهواجس مضاجعي

و تغادر الفرحة دنيتي

 

وأنت معه

 

احترق بعنف بجحيم غيرتي

وازفر الآهات جارحة حنجرتي

و تعجز الحروف عن صياغة جملتي

فيبقى الكلام أسيرا خلف شفتي

 

وأنت معه

 

اتخذت جدران غرفتي صديقا

أشكو له قلة حيلتي

و امتطي صهوة القلم

اسطر حروف كربتي

وتارة أبصر عقارب الساعة

بطيئة جدا حين يتعلق الأمر بمحنتي

 

وأنت معه

 

يجر الليل أحزانه إلي بلا رحمة

و ينزع النوم من عيني عنوة

و يلقي بظلال السهر علي كل ليلة

وإن غفت عيني تعبا

سطرت الكوابيس فيها قصة

مفادها ( قدرا ) قد عجزت

عن فك طلاسم سره

 

وأنت معه 

 

يتراءى لي طيفك وطيفه

يطالبك بقبلة أو حتى ضمه

وإن تمادى كثيرا

غادرت من عيني دمعة

فأشح بصري حيث الوهم

اشكوه و يشكوني همه

و الألم يا سيدتي في صدري يكبر حجمه

 

وأنت معه

 

تصدح الطيور عند الفجر

بأسمك وأسمه

لتغتال حبا في صدري

قد ارتفع صرحه

لتذكرني بأن القدر

قد جرد من سنين سيفه

ليغرسه في أمنياتي بلا رحمة

 

وأنت معه

 

يغيب عن كل شيء

طعمه ورائحته ولونه

فالسكر يفقد حلاوته

والعطر تختلف رائحته

اللون الأبيض

بدأت أشك بأن هذا لونه

 

وأنت معه

 

اشعر بأني لا أتنفس الهواء

وكأن أشواك تلج لرئتي كل صباح أو مساء

اختنق فأشعر ببوادر إغماء

ضيق لا يردعه توسل أو بكاء

 

وأنت معه

 

انتهكت طقوس الكرامة والكبرياء

وكأني لست برجل يعانق طوله السماء

وشموخا يقارع أباطرة العزة والإباء

بل طفلا عانق وسادته

وأطلق لنفسه عنان البكاء

 

وأنت معه

 

حدثت الورد بأنك معه فذبل في الحال

سمعني حجر فنقل الخبر للجبال

فأصبحت ككثبان الرمال

وأنت معه بكى كل شي لأجلي

حين شكوت ضيق الحال

 

وأنت معه

 

تموت روح ألما و تـنـتحر أشواق كمدا ً

وتغرق في بحور الظلم نفسا ً

و تتجمد الدماء في عروقا ً

عروقا ما جرى فيها غيرك اسما ً

ومات صاحبها فيك عشقا 

 

وأنت معه

 

استنشق سُـما ً واشرب سُـما ً

 

لكني لا أموت !

 

فليت أني أموت فعلا ً

 

 

(( الملك ))