(( وطني عيناك ))

 

 

عيناك غدير نشوة و ارتواء

 

تتناقض الحياة فيها بين موت وبقاء

 

لعمري أني أرجو أن اتخذ عيناك وطنا 

واهجر الأهل والأصدقاء

 

واجثوا على ركبي 

تحت رموش عيناك أعلن الولاء

 

أعوام مضت منذ أن رأيت عيناك

 ومازلت أذكر تفاصيل اللقاء

 

كيف مزجت الحب 

 بسهم لحاظك ورميته بالهواء 

 

 

ما ضل سهم عينك طريقه

 أو سقط في العراء

 

نصله في قلبي مسكنه 

و العود تخضب بالدماء

 

ترادفت علي أمواج الهوى

 تكسر صواري الكبرياء

 

 

مزقت أشرعتي فتاهت سفني

 في بحور عيناك الحوراء

 

 

لا دليل لي لأوطاني 

حين أرعدت وأمطرت السماء

 

غاب نجم الفرقد عن سمائي 

ما بقى لي سوى بريق عيناك هذا المساء

 

إن سألت عني فأنا غريقك 

ما عرفت سوى عيناك رغبه ورجاء

 

 

وأن تنكرت لي

 فأنا أترجح بين أجفانك

 أرفض الجلاء

 

 

أن ذرفت دمعا رشفت منه حد الارتواء

 

 وأن صرخت عشقا فأنا أجيد الإصغاء

 

أنا وطني عيناك 

لم اعرف سواه وطنا

 اشعر له بالانتماء

 

 

كل الدنيا  اغتراب 

والشوق لعيناك وحده من يعلن الولاء

 

 

أن المرض الذي أورثني حبك

 قد أضحى سقم و بلاء

 

لا شفاء يرجى من رجل خر صريع عيناك

سوى بالابتهال والدعاء

 

فأنت قد أحاطك الشوك من كل صوب 

 والداء هو  الدواء

 

 

فكيف بي أغدو سليم 

والمحال يحرس أبوابك

 قد تقلد سيوف الهيجاء

 

وأعلن أن الموت سيعتلي جباه 

من تسول له نفس أن يتخذ عيناك 

عشق ورجاء

 

 

أني إذ أعلن الرحيل عنك مجبرا

فقد تعددت لديك الأسماء

 

وأنا يا سيدتي حين أبصرت عيناك

 كنت وحيدا يعتلي رموشك السوداء

 

سأترك المجد الذي وعدني به الهوى 

فالمجد مفرد لا يقبل القسمة على الغرباء

 

لم تعد عيناك جميلة 

حين عكست أجساد 

حمقى وأغبياء

 

 

من يقبل الشراكة في وطنه

 ألا خائن يستحق الازدراء 

 

وطني عيناك .. سأهجره

وهل بعد الوطن حياة تستحق الانحناء

 

 

(( الملك ))