( ( عِتَاب ) )
لِمَاذَا أَحْبَبْتَنِيْ
وَأَنْتَ تدْرِكِيْنَ أَنَّ وِصَالِكَ مسْتَحِيلا ؟
أَنَّ الْحَيَاةَ بَيْنَنَا كَالْشَّمْعَةِ تضِيْء دروْبنَا
ثمَّ تَموْت عِنَدَمّا تَنْتَهِيَ بِذَوْبَانَ الْشَّمْعَ
ثمَّ يَنْطَفِئ الفَتِيلا
يَوْمَا سْتَقَدِمِينَ لِيَ اﻻعْتِذَارِ
بِأَنَّ الْحَيَاةَ يَتْبَعهَا مَوْتَا
هَكَذَا الْدّنْيَا سَنَةَ وَلَيْسَ لِسنَنْهَا تبديلا
وَأَنَّكِ َﻻ تَعْلَمِيْنَ الْغَيْبَ
وَهَلْ نَسِيْت وَاقِعِكَ الْموَشَّحِ بِالْمحَالِ
يفْرَض الْظّلْمِ وَاقِعَا مَرِيْرَا ؟
أَبَعْدَ أَنْ اسْتَفْحَلَ الْغَرَامِ فِيْ الْرّوْحِ دَاء
وَأَمْعَنَ فِيْ الْجَسَدِ جِرَاحَا وَتَقْتِيلا؟
وَاسْتَبَاحَ الْكِبْرِيَاء ظلْمَا
وَأَمْعَنَ فِيْهَا ذّﻻ وَتَنْكِيلا
لَمْ يرَاعِيَ لِدَمْعِ الْمقَلْ ذِمَّة
وََﻻ لِلْبكَاءِ حِيْنَ يَأْتِيَ صرَاخَا وَعَوِيْﻼ
أَكَانَ الْذَّنْبِ إِنِّيَ بِحبِّكَ أَعْلَنْت
أَنَّ َﻻ حبّ غَيْرِهِ يَأْتِيَ بَديلا ؟
وَأَنِّيَ مَادمْت حَيّا لِحبِّكَ مخْلِصا
كلِّ نِسَاءِ الْدّنْيَا عَنْ حَيَاتِيْ أعْلِنَ الْرَّحِيلا
مَا كنْتَ ِﻷَكوْنَ كَمَا أَنَا عَلَيْهِ اْﻵَنَ
لَوْ َﻻ أَنِّيْ أَغْمَضْت عيوْنِيْ عَنْ كلِّ شَيْ جَمِيلا
ﻷَرَاكَ وَحْدَكَ أنْثَىْ فِيْ حَيَاةِ تَضِجّ بِاْﻹِنَاثِ حَوْلِيَّ
لَمْ يَرَىَ لَهنَّ مَثْيلا
رَأَيْت فِيْكَ كلَّ أَلْوَان الْحَيَاةْ
لَمْ أَرَىَ لَدَىَّ غَيْركَ لَوْنَا قَلِيلا
فَأَنْتَ احْمِرَارِ الْحَيَاةِ فِيْ عيوْنِيْ
سهْد لَيلا وَدَمْعَا غَزِيْرَا
وَأَنْتَ سَوَاد الْلَّيْلِ مَتَىَ اقْبَلَه دجَاه
وَأَنْتَ بَيَاضِ فَجْرا يشْرِق بَعْدَ لَيَلا طَوِيلا
اْﻷَزْرَقِ أَرَاه فِيْ بَحْر غَرَامِكِ غَرَقَا
حِيْنَ تَغَّشَان الْغَيْرَةِ عَلَيْكَ همَا ثَقِيلا
وَاْﻷَحْمَرِ يحَاكِيْ دَمَا فِيْ وَرِيْدِيّ
مَا جَرَىْ فِيْهِ سِوَاكَ سَلْسبيلا
وَاْﻷَصْفَرِ أحِبّه
كَمَا قِيَلَ لِيَ بِأَنَّه لِلْغَيْرَةِ دَلَيلا
وَاْﻷَبْيَضَ نَقَاءْ سَرِيْرَتِي
وَإِخَْﻼص يفْنِيَ مِنْ حَيَاتِيْ
أَيَّام وَشهورِ وَدَهْرا طَوَيلا
كلِّ لَوْن لَه حِكَايَةَ أخْرَىَ
وَأَنَا لَوْن فِيْ حَيَاتِكَ وَاحِد لَيْسَ لَه بَدِيلا
اْﻷَسْوَدِ كَالْلَّيْلِ لَمْ تبْصِرْ مقْلَتَاكْ مِنْ خلالي شَيْ جَميلا
احِبكَ حبّا لَوْ جَمَعْتَه لَكَانَ جَبلا مِنْ غَرَام لَيْسَ لَه مَثْيلا
مَاذَا يرْضِيْكَ إِنْ كنْتَ قَدَّمَتْ لَكِ الْرّوْح طَوْعا
وَأَنْتَ تَنْشدِيْنَ أَكْثَرَ مِنَ الْرّوْحِ عَطَاء كَبِيْرا
سَنَابِلَ الْحقوْلِ تَشْهَد بِأَنِّيَ عَدَدْت حَبَّاتهَا كَمَا كَثِيْرا
وَالْزّهوْرِ تَكْرَهَنِي ِﻷَنِّيَ قَطَفَتْهَا
ﻷهدِيكَ إِكْلِيلا جَمِيلا
مَاذَا بَعْدَ الْمَوْتِ؟
أَلَيْسَ بَعْض الْمَوْتِ رَاحَة
ﻷَنْفسِ ذَاقَتْ الْوَيْل زَمَنَا طَوِيلا ؟
أَنْ تَموْتَ حَيّا عَذَابا أخَرَ
لَيْسَ لَه بِالْحَيَاةِ وَصْفَا مَثْيلا
فِرَاقكِ َﻻبدَّ يَوْمَ آَت
تَجرّه عَادِيَات تَقْدَح شِرَارَا
يشْعِل جَحِيْم عَذَابِكَ سَعِيْرا
لِيْتِكْ قَبِلْ هَذَا تَرَفَّقَتْ بِحَيَاتِيْ
فَحَيَاتِيْ لَيْسَتْ بِحَيَاةِ عصْفوْرَة
تَموْت بَرْدَا تَحْتَ صَقِيْعِ شِتَاء زَمْهَرِيْرا
أَنَا إِنْسَان لِمَوْتِي تَبْكِيْ مقْلَة أمِّيَّ
وَتَحْزَن دَهْرَا طَوَيلا
عَرَفْت أَنَّ الْمحَالَ بَيْنَنَا وَاقِعَا
وَمَعَ هَذَا لَمْ يَرْدَعَكْ عَنْ غَرَامِيْ ذِمَّة أَوْ ضَمِيْرَا
لَذَّة الْغَرَامِ لَدَيْكَ دَمْعَا يرَاق مِنْ عَيْن
مَا أَبْصَرَتْ مِنْكَ سِوَىْ شَيْء قَلِيلا
وَإِحَسَّاسَّ نَشْوَة يَأْتِيَ عَلَىَ صَوْتِ احْتِرَاقِ روْحِيْ
مِنْ نَار غَيْرَةِ تشْعِل شْعِيلا
لَيْتَكِ لَمْ تحِبِّيْنِّيْ أَوْ يَعْرِف غَرَامِكِ إِلَيَّ سَبيلا
( اعْتِرَاف )
اعْتَرَفَ بِأَنِّيَ لَمْ أحِبَّ قَبْلِكَ وَلَنْ أحِبَّ بَعْدَكَ
هَذَا عَهْدِيَ إِلَيْكَ فأَرِيْنِيّ مَاذَا لَدَىَّ عَهْدِكَ
اعْتَرَفَ بِأَنِّيَ أَخْطَأْت كَثِيْرَا فِيْ حَقِّكَ
حِيْنَمَا تَصَوَّرت يَوْمَا بِأَنِّيَ أَحْبَبْتَ غَيْركَ
فَإِذَا الْحبِّ هنَا وَحْدَه يسَمَّىْ حبَّكَ
وَسِوَاه كَذَّبَ أَتَىَ قَبْلَ أَنْ تشْرِقَ شَمْسكِ
اعْتَرَفَ بِأَنِّيَ خدِعْت كَثِيْرَا حِيْنَ أَمِنْتَ بِحبِّ سِوَاكَ
وَحبّكِ موَشَّح بِالْصِّدْقِ مِنْ قَدَمَيْكَ حَتَّىَ رَأْسَكَ
اعْتَرَفَ بِأَنَّ كلَّ أَمَانِ عَرَفْته كَانَ وَهْمَا
تَﻼشَى أَمَامَ أَمَان عِشْقِكِ
اعْتَرَفَ بِأَنِّيَ مضَاع قَبْلِكَ فِيْ مَتَاهَة لَمَ اخْرجْ مِنْهَا
لَوْ َﻻ سَمَاع صَوْتِكَ وَرؤْيَةِ وَجْهِكَ
اعْتَرَفَ بِأَنِّيَ أَضَعْت سِنِيْنَ مِنْ حَيَاتِيْ
لَيْتَنِيْ وَهَبْتهَا لَكَ وَحْدَكْ
اعْتَرَفَ بِأَنِّيَ كنْت زجَاجَة عِطْر
اسْتَنَشْقْنِيّ أنْثَىْ وَتَرَكْتَنِيْ فَارِغَة فِيْ دَرْبِكَ
أَعِيْدِيْ خَلَطَ عَطورِكَ فِيْ صَدْرِيْ
أَنِّيْ شَمَمْت أَرْيَجْ صَدْرَكَ
اعْتَرَفَ يَا سَيِّدَتِيْ بِأَنِّيَّ اكْتشِفَتْ بِأَنَّ الْحبَّ أَنْتَ
وَحبَّ سِوَاكَ وَهمَا اسْتَحَلَّ أَرْضَكَ
فَاسْتَعمْريّ أَوْطَانِيْ إِنِّيَ أَحْلَلْت لَكَ وَطَنِيْ
فَاغَرْسيّ فِيْهِ زَرْعَكَ
اعْتَرَفَ بِأَنِّيَ كنْت بَِﻼ هَوِيَّة
وَمَعَكَ سَيتَّبع اسْمِيْ حروْف اسْمكَ
اعْتَرَفَ بِأَنِّيَ تَصَوَّرت الْحَيَاةِ قَدِ انْتَهَتْ
فَإِذَا بِكِ تعِيْدِيْ لِلْحَيَاةِ رَوْنَق يَعْكِس احْمِرَارِ خَدَّكَ
اعْتَرَفَ بِأَنِّيَ قَدْ رَشَفْت مِنْ كَأْس حَدَّه مَكْسوْر
تَرَكَ جرْحا فِيْ شَفَتَيَّ
عرِفَتْ هَذَا حِيْنَ رَشَفْت مِنْ كَأْسِكَ
اعْتَرَفَ بِأَنِّيَ مَا ذقْت مِنْه سِوَىْ عَلْقَمَا
حِيْنَ رَشَفْت بَعْدَهَا شَهْدِكْ
اعْتَرَفَتْ بِأَنَّ عَيْنِيْ شاحَتِ عَنْ الْصَّوَابِ
حِيْنَ وصِفَتْ سِوَاكَ بِأَجْمَلِ أنْثَىْ
وَتَجَاهَلَتْ وَصْفَكَ
( تَسَاؤل)
مَاذَا بَعْدَ ؟
الْيَأْسِ سَيِّدَا لَيْسَ بِعَبْدِ
لَنْ يَقْبَلَ مسَاوَمَةِ عَلَىَ وَاقِعِ مَرِيْر
أَوْ يَرْشف الْعَطْفِ مِنْ دَمْعَا يرَطِّب الْخَدِّ
وَالْحَيَاةَ تَمْضِيَ َﻻ تَتَوَقَّف حَيْث يَنْتَهِيَ الْعَدِّ
وَأَنَا مَازِلْت فِيْ غَرَامِكِ كَمَا
مَجْنوْن بِالْهَزْلِ وَالْجِدَّ
مَنْ يَرَىَ حَيَاته تَضِيْع مِنْ يَدَيْهِ
يَلْتَمِس حَيَاة أخْرَىَ بَيْنَ جَزْر وَمَدِّ
أَوْ يَعْتَزِل الْغَرَامِ طَوْعا
َﻻ يَجْبره وَفَاء قَطَعَه أَوْ يَمِيْن حَلفه
أَوْ يَصوْن لِلْحَيَاةِ عَهْدِ
فَأَخْبِرِيْنِيْ مَاذَا بَعْدَ ؟؟
إِنَّ كَانَتْ الْتَّوْبَة عَنْ حبَّكْ ذَنْبَا
يَخْسَر مَنْ يَتَّبِع الْتَّوْبَةَ بِذَنْب
يقَيِّم عَلَيْهِ الْحَدَّ
(( الملك ))